الأحد، ١٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

مقياس البناء الأخضر

مقياس البناء الأخضر
في الاجتماع الذي عقد بتاريخ 22 أيار 2006، في مدينة هرتسليا، تم تدشين المقياس الاسرائيلي للبناء الأخضر- المقياس الاسرائيلي 5281 "المباني التي يقل مسها بالبيئة المفتوحة" (المباني الخضراء). وقد اشتمل تدشين المقياس على سلسلة من المحاضرات المهنية والإعلان عن مسابقة للبناء الأخضر بين المهندسين المعماريين التي يتم خلالها توزيع الجوائز المالية. ويُعنى هذا المقياس بالأبنية السكنية والمكاتب ويتيح الحصول على "الشارة الخضراء" من معهد المواصفات الاسرائيلي للمبنى الذي يستوفي المتطلبات. هذا المقياس مخصص لاستعمال المهندسين المعماريين، المخططين، المبادرين والمقاولين.
وقد جاءت صياغة المقياس ثمرة لمبادرة وزارة جودة البيئة التي تعاونت مع معهد المواصفات الاسرائيلي. "البناء الأخضر" يساهم في الحفاظ على جودة الحياة للسكان وينطوي على أفضليات اقتصادية للمستعملين.
المقياس الجديد، المقياس الاسرائيلي 5281 � "المباني التي يقل مسها بالبيئة المفتوحة" يُعنى بالمكونات المختلفة للمبنى، المباني السكنية ومباني المكاتب من خلال التعاطي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية: الطاقة، الماء، الأرض، ومواضيع بيئية مختلفة. ويتيح المقياس الجديد تدريج جودة المبنى من خلال مراعاة البيئة والحصول على شارة خضراء لمن يستوفي المتطلبات.
مميزات البناء الأخضر
فضلا عن كون البناء الأخضر يتسم بالجودة، فهو بناء صحي وودي أكثر للمستعمل والبيئة، وهو بناء يتصف بالربح الاقتصادي المباشر. إن مصاريف الكهرباء والغاز في كل شقة سكنية أو مبان مكتبية هي جزء ملحوظ من المصاريف الجارية لصيانة المبنى. يمكن للبناء الأخضر أن يوفر على الأقل 20% من مصاريف الطاقة، وفي حالات معينة الوصول إلى 50% من التوفير، وربما أكثر من ذلك.
إن مستوى التوفير في الطاقة في مبنى معين مرتبط بالاقليم الذي يوجد فيه المبنى، نوع واستعمال المبنى وما شابه. غير أن كل مبنى يمكن له الاستفادة من هذا التوفير � يجب فقط التخطيط والبناء السليم والأخضر. إن الاستثمار الأولي للحصول على النجاعة في استعمال الطاقة والتوفير يعتبر قليلا قياسا إلى المصاريف العامة لاقامة المبنى. في بعض الأحيان لا حاجة إلى الاستثمار الاضافي بل فقط التخطيط المسبق والوعي بخصوص الموضوع.
وفقا للمعطيات الواردة من ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، فإن الاستثمار الاضافي في البناء الأخضر، وبضمن هذا المواضيع الاضافية، عدا عن النجاعة في الطاقة (المياه والنفايات) هي حوالي 2% من تكلفة البناء التي يتم اعادتها خلال عامين من استعمال المبنى. وإلى هذا يمكن اضافة الفائدة الاقتصادية للاقتصاد الوطني من خلال التقليل في استهلاك الطاقة، الفائدة التي تعود على البيئة، ولا يقل أهمية عن ذلك، المساهمة في رعاية صحة الانسان.
على ضوء الارتفاع الملحوظ في أسعار الطاقة وأسعار المياه والتوقعات في أن يستمر الارتفاع في الأسعار، يتحول البناء الأخضر إلى بناء أكثر جدوى. إن العائلة التي تدفع حساب الكهرباء الشهري بواقع 400 شيكل قد توفر على الأقل حوالي 20.000 شيكل خلال 20 سنة. في المكاتب والبنايات التجارية، يُعتبر الوزن النسبي لمصاريف الطاقة أكثر أهمية، ولهذا يتوجب على كل مدير أن يفحص نجاعة الطاقة للمبنى الذي تعمل فيه مصلحته والتوفير بهذه الطريقة من المصاريف.
معيار البناء الأخضر يمنح "شارة خضراء"- مصادقة بأن المبنى يستوفي الشروط التي تضمن النجاعة وجودة استعماله.

اجزاء البناء الاخضر :
الفناء الداخلي: يدخل في الليل الهواء البارد من القناء الداخلي عبر الاروقة إلى الغرف وإلى الأفنية الداخلية. في أيام الصيف تغلق الأبواب عند الصباح للحفاظ على هواء الليل البارد. وعند تسخين الهواء في الفناء المركزي ساعات بعد الظهر تنفتح الأبواب فيجري الهواء البارد من الغرف إلى الفناء الداخلي.
الملقف: الذي يقوم بتنزيل الهواء من مستويات الهواء العالي إلى الغرف في التحت. وتبريد الهواء يزداد مع طول الملقف. ولزيادة البرد يتمّ رشّ جوف الملقف بالمياه.
الشبابيك العديدة والضغيرة: التي يجري الهواء من خلالها بضغط وبسرعة.
القبة: سطح القبة الخارجي يدفأ الهواء الخارجي حفظا على برودة الهواء في الداخل.
الأقواس: إن الفتحتين من جانبي القوس يجري الهواء إلى الداخل وإلى الخارج بسرعة دافعا الهواء داخل الغرفة إلى الاعلى.
عرشية الدوالي:يشمل هذا المبدأ على نبتات لاصقة إلى الحائط الجنوبي وإلى سطح العمارة لحماية الحيطان الخارجية الدافئة أيام الصيف مع كشف الحيطان أيام الشتاء بعد نزول الأوراق.
عزل الحيطان واستعمال مواد البناء المحلية: يمكن استعمال مواد البناء المحلية لتشييد الحيطان الكثيفة بنفقات قليلة فتصل كثافة الحيط في العمارة البيئية إلى 60 سينتيمترا.
الإنارة الطبيعية: يدخل الضوء الطبيعي إلى العمارة من خلال فتحات في السقف, في القبة أو في القوس.
المشربية: يشمل هذا المبدأ على امكانية دخول الضوء مع الحفاظ على الظلّ.
النافورة: مياه النافورة في الأفنية الداخلية من شأنها تبريد الهواء.
السطح الرطب: أو السبيل فهو لوحة حجر رطبة ذات ثلم منتصبة عاموديا فتبرد المياه النازلة على اللوحة الهواء مع إعادة استعمال المياه لري النبتات.




العمارة الخضراء
مقدمة:
مع التقدم التكنولوجي واتساع مجالات الاتصالات والعلاقات بين دول العالم لم تعد فرص العمل وحدها، وتحسن الوسائل المعيشية المعيار الوحيد لجذب السكان، فقد كان للاهتمام العالمي ونشر الوعي بالتأثيرات المختلفة للبيئة على قاطنيها ما حدا بالكثيرين للبحث عن أماكن جديدة تبعدهم ولو لفترة قصيرة عن التلوث الذي أحاط بالمدن وجعل منها مراكز للتأثير السلبي على صحة وكفاءة أداء سكانها.
n ويهدف هذا البحث إلى توضيح كيفية إقامة بيئة تستوفي الاحتياجات المادية والنفسية والروحية لقاطنيها مع توفير دعائم وحوافز للانتقال إليها، ليس فقط من قبل الساعين إلى فرص العمل ولكن من قبل القاطنين ببيئات عمها التلوث لعدم التوازن بين التقدم التكنولوجي والبيئة بكافة أبعادها.
n هذا وسوف يتناول البحث:
n عمارة البيئة المستدامة أو العمارة الخضراء، وهي العمارة التي تعتد أساسا على المواد الطبيعية في الإنشاء والتشطيب والتي تتلاءم مع البيئة المحيطة فلا ينتج عنها عناصر ذات آثار ضارة على صحة مستعمليها كما تعتمد على التصميم الذي يراعي احتياجات هؤلاء السكان سواء أكانوا كبارا أم شبابا نساء أو أطفال أصحاء أو ممن يعانون من قصور في أدائهم، فتكون هذه العمارة متوافقة مع متطلبات و توجهات من يستعملونها.

n العمارة الخضراء للبيئة المستدامة:
1ــ مفهوم العمارة الخضراء
n
n العمارة الخضراء للبيئة المستدامة هي عمارة ناتجة عن بيئتها وذات مسؤولية اتجاهها، أي عمارة تحترم موارد الأرض وجمالها الطبيعي. وهي عمارة توفر احتياجات مستعمليها إذ أنها تؤدي إلى الحفاظ على صحتهم، شعورهم بالرضا، زيادة إنتاجهم وإشباع احتياجاتهم الروحية وذلك من خلال العناية بتطبيق الاستراتيجيات المؤكدة لاستدامة البيئة.
n 2- البناء المستدام:
n البناء المستدام هو إيجاد إدارة بيئية صحية تعتمد على كفاءة استخدام الموارد واحترام المبادئ المؤدية إلى التجانس مع البيئة. فالمباني المصممة بأسلوب مستدام تهدف إلى خفض آثاره السليبة على البيئة من خلال كفاءة استخدام الطاقة والموارد. وذلك أن المباني تعتبر من أكبر مسببات الأضرار المتواجدة على الأرض، إذ أن التلوث الناتج عن تدفئة وتبريد البيئة الداخلية للمباني أكبر من التلوث الناتج عن عوادم السيارات حتى في الولايات المتحدة يضاف إلى ذلك أن صناعة مواد البناء تستهلك طاقة ضخمة وموارد غير متجددة، وأوضحت الدراسات المصرية أن التلوث الناتج عن إصدار غازي ثاني أكسيد الكربون الناتج عن استهلاك الصناعة للطاقة هو 26.7 % بينما ذلك الناتج عن الاستهلاك السكني والتجاري هو 10.10% من 94 مليون طن من غاز ثنائي أكسيد الكربون كنتيجة لاستهلاك الطاقة البترولية ويتضمن البناء المستدام المبادئ الآتية:
n
n خفض استهلاك الموارد الغير قابلة للتجدد.
n تحسين البيئة الطبيعية.
n خفض أو إزالة المواد الضارة السامة.
n هذا ويعتبر البناء باستدامة (Sustainable building) أسلوب بناء يسعى للتكامل من حيث الجودة مع الأداء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للمبنى. وبهذا يؤدي الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، والإدارة الملائمة للمبنى إلى الحفاظ على الموارد المحدودة، خفض استهلاك الطاقة والحفاظ عليها وتحسين نوعية البيئة المحيطة. أي أنه يتضمن الأخذ في الاعتبار العمر الافتراضي للمبنى نوعية البيئة التي يحتويها ونوعية الأداء لأنظمة المبنى والقيم المستقبلية المتوقعة في المجتمع.
n فمن خلال كفاءة استخدام الموارد والطاقة وخفض الغازات المتسربة ومنع التلوث للهواء بالبيئة الداخلية من الفورمالدهايد ناتج من مواد العزل والخشب المضغوط والمواد السمية الناتجة عن الدهانات ومذيبات أنواع الورنيش، الزئبق والأسبستس الناتج عن الدهانات والعزل الصوتي وبلاطات الأرضية، والتلوث الضوضائي، والتناغم مع البيئة وتكامل أنظمة المبنى المختلفة نجد أن تصميم المباني الخضراء للبيئة المستدامة يسعى إلى حماية صحة مستخدميها، لتحسين إنتاجية العاملين فيها، استخدام الطاقة والمياه والموارد الأخرى بكفاءة أكبر، بالإضافة إلى خفض التأثير السلبي على البيئة.
n مبادئ عمارة البيئة المستدامة :
n يتميز الاتجاه الأخضر في إقامة البيئة المبنية بالشمولية في تصميم المباني، ولتحقيق الاستدامة في البيئة فيجب أن تراعي في عمارتها كافة الموارد التي يتضمنها المبنى سواء أكانت مواد أو طاقة أو مساهمة في توفير احتياجات مستعملي المبنى.
n البيئة الصحية الداخلية:
n يجب اتخاذ كافة الاحتياطيات لضمان عدم إصدار مواد البناء أو الأنظمة الإنشائية للمبنى أية غازات سامة تنتشر في جو البيئة الداخلية للمبنى. كما يتعين العمل على تجديد الهواء بالداخل وتنقيته بواسطة المزروعات والمرشحات.
n كفاءة استخدام الطاقة:
n يجب مراعاة كافة الإجراءات التي تضمن أن يستخدم المبنى أقل طاقة ممكنة في عمليات التبريد والتدفئة والإضاءة وذلك باستخدام الوسائل الفنية والمنتجات التي تحافظ على الطاقة المتوفرة وتحول دون سوء استخدامها.
n المواد ذات التأثير الحميد على البيئة:
n يجب مراعاة استخدام مواد البناء والمنتجات التي تؤدي لخفض تدمير البيئة عالميا. فيمكن اختيار الخشب شريطة أن لا يدمر ذلك الغابات كما تؤخذ في الاعتبار المواد الأخرى على أساس عدم سمية العناصر التي تنتجها.
n التشكيل المرتبط بالبيئة المحيطة:
n يجب مراعاة ضرورة ربط التشكيل والتصميم الخاص بالمبنى بالموقع المقام عليه، بالمنطقة وبالطقس، وذلك مع زيادة الاهتمام بالجانب البيئي للموقع. هذا مع توفير وسائل إعادة تدوير المخلفات (waste recycling). ويجب مراعاة تجانس العلاقة بين شكل المبنى، قاطنيه والطبيعة المحيطة.
التصميم الجيد:
يجب مراعاة الحصول على تصميم يحقق كفاءة مستمرة في العلاقات بين المساحات المستخدمة، مسارات الحركة، تشكيل المبنى، النظم الميكانيكية وتكنولوجيا البناء. كما يراعي التعبير الرمزي عن تاريخ المنطقة والأرض وكذلك القيم والمبادئ الروحية التي يجب دراستها، وذلك حتى يصبح المبنى متميزا بسهولة الاستعمال، جودة البناء، وجمال الشكل. أي أنه يمكن القول أن تصميم المباني الخضراء يضع الأولوية للصحة والبيئة، للحفاظ على الموارد وأداء المبنى خلال دورة حياته. وتعتبر معظم المباني الخضراء ذات كفاءة ونوعية متميزة وذلك أن عمرها الافتراضي أطول من مثيلتها التقليدية وتكلفة تشغيلها وصيانتها أقل وتوفر درجة أعلى من الرضا لدى مستعمليها عن المباني التقليدية. ومما يثير دهشة العديدة من الأفراد أن التصميم الجيد للمباني الخضراء يتميز بزيادة قليلة في تكلفة الإنشاء عن التصميمات التقليدية. هذا ويؤدي التفاني تحسين الأداء العمل بروح الفريق خلال عملية التصميم، الانفتاح على الاتجاهات التصميمية الجديدة، والمعلومات المتوفرة عن أفضل وسائل التطبيق إلى نتائج أكثر فعالية عن زيادة ميزانية البناء. هذا ويمكن القول بأن المهندس حسن فتحي من أوائل من دعوا إلى هذا الاتجاه حيث يوصف بأنه من مساندي الحفاظ على الطبيعة ففي أعماله العزل الحراري الطبيعي يتم من خلال تصميم نسيج المبنى والتصميم حول الفناء الداخلي تطبيقا لمبادئ الحفاظ على الطاقة والتهوية الطبيعية المناسبة.
التصميم المستدام:
التصميم المستدام هو التداخل بين العمارة والهندسة الكهربائية والميكانيكية والإنشائية. وبالإضافة للاهتمام للجماليات التقليدية للحجم، النسب، المقاييس، الملمس، الظلال والضوء فان فريق تصميم المبنى يجب أن يهتم بالتكاليف طويلة المدى بيئيا، اقتصاديا، وبشريا. وقد حدد معهد روكي ماونتن خمسة عناصر للتصميم المستدام، ألا وهي:
شمولية التخطيط والتصميم وأهمية القرارات الابتدائية، إذ أن لها أكبر الأثر في كفاءة استخدام الطاقة، مثل التصميم الشمسي السلبي الذي يستفيد من الطاقة الشمسية بالتوجيه المناسب، وكذلك الأمر للإضاءة الطبيعية والتبريد الطبيعي.
اعتبار التصميم المستدام فلسفة بناء أكثر من كونه طراز مقترح للبناء حيث أن المباني التي تبنى بهذا الفكر غير محددة الفكر أو الطابع.
لا يتعين زيادة تكلفة المباني المستدامة عن المباني التقليدية، كما أنها لا تختلف عنها في بساطة أو عدم تعقيد التصميم.
تكامل التصميم باعتبار كل عنصر من العناصر جزءا من الكل وضروري لنجاح هذا التصميم.
اعتبار خفض استهلاك الطاقة والحفاظ على صحة الأفراد وتحسينها أهم مبادئ التصميم المستدام.
هذا وتتضمن عناصر التصميم الأخرى ما يلي:
الحفاظ على الطاقة، مراعاة الملامح المعمارية للمبنى، دراسة الغلاف الخارجي للمبنى ومدى حفاظه على الطاقة، استخدام الأنظمة الميكانيكية والكهربائية للطاقة بكفاءة، توفير الظروف الصحية الملائمة لمستعملي المبنى. وحيث أنه من أهم الأمور التي نسعى حاليا إلى تحقيقها إقامة بيئات صحية خالية من التلوث وسيوضح ذلك من خلال تناول وسائل ممارسة فكر البناء الأخضر لعمارة البيئة المستدامة عند اختيار مواد البناء وإعداد البيئة التي تراعي أهمية صحة وأمان مستخدمي المبنى.
بعض الوسائل المتبعة لتطبيق فكر البناء الأخضر:
كفاءة المواد المستخدمة:
يراعي التصميم الأخضر خصائص هذه المواد من حيث انعدام أو انخفاض ما ينبعث منها من عناصر أو غازات ضارة أو انخفاض درجة السمية لهذه المواد، واحتمالية تدويرها لإعادة استخدامها، مقاومتها للاضمحلال، عمرها الافتراضي والقدرة على إنتاجها محليا ويقترح استخدام المواد الناتجة عن الهدم والإزالة حيث أنها تضم مواد غير نشطة من حيث انعدام التفاعلات الكيميائية الداخلية بها، كما يقترح استعمال التصميم المتوافق الأبعاد بالاعتماد على المقاييس المتكررة والذي يؤدي لإقلال التكلفة بخفض المواد المستخدمة.
ويهتم أيضا التصميم المستدام بتوفير فراغ كافي لتنفيذ برامج التخلص من المخلفات الصلبة، إعادة تدوير مخلفات الهدم، وتضمن البرنامج الزمني وقت مخصص لتجميع المخلفات التي سيتم تدويرها.
صحة وأمان مستخدمي البناء:
أوضحت الدراسات أن المباني التي تتميز ببيئات داخلة جيدة التشطيب يمكن أن تؤدي إلى خفض نسبة أمراض الحساسية، الربو والأمراض الناتجة عن تأثير ما تتضمنه المباني من عناصر كيميائية أو نواتج لمشتقات البترول والبتر وكيميائية إذ منها ما يؤثر مباشرة على الدماغ ومنها ما يؤثر على الجهاز المناعي فيعرض الفرد إلى أمراض مدمرة، كما أن تحسين البيئة الداخلية يؤدي إلى رفع كفاءة أداء العاملين وفوائد ذلك تفوق التكلفة بمعامل 8الى14، ويجب اختيار مواد البناء ومواد التشطيبات التي لا ينبعث منها عناصر مؤثرة على الهواء إذ أن العديد من مواد البناء والصيانة والتنظيف تصدر غازات سامة كالمركبات العضوية الطيارة التي تصدر من ألواح الجبس أو المركبات المكونة لمواد لصق هذه الألواح.
ويجب أن يراعى تفادي التلوث الميكروبي باستخدام المقاومة لنمو الميكروبات، واستخدام وسائل الصرف الفعالة وبالتنسيق المحيط بالموقع، مع ضرورة توفير التهوية المناسبة بالحمامات، الصرف الجيد للرطوبة من أجهزة التكييف ومراعاة تحكم أنظمة المبنى الأخرى في الرطوبة.
n القيم الروحية للاستدامة في التنمية والعمارة:
n n أن تطوير التصميم البيئي (الأخضر أو المستدام) اعتقادا بأن المباني التي توفر بيئة تحفظ صحة مستعمليها وتستخدم طاقة أقل وتؤدي إلى خفض تأثيرها السلبي على البيئة لن يكون ذا جدوى إذا كان بمعزل عن ثقافة وأسلوب حياة المجتمع. فإذا تم خفض استخدامات الطاقة في المباني لاستخدامها في أنشطة أخرى فلن يكون الاتجاه التصميمي قد حقق الهدف منه.
n nلذلك لابد من ربط هذا الفكر التصميمي بالقيم الأساسية التي تسود ثقافات كثيرة حول العالم. وذلك أن القيم التي استشرت مثل الجشع، الاتجاه في تحقيق النمو اللانهائي يعكس نوع من العنف عندما ننعزل عن شبكة الحياة ونعطي لأنفسنا الحق في أن نأخذ من الآخرين ومن المستقبل ومن الطبيعة ما يشبع رغباتنا المادية اللانهائية. ويعتبر ذلك اتجاه انتحاري حيث أنه سيدفع بالبشرية خلال 25 عاما المقبلة إلى استهلاك من الحياة أكثر مما يوجد على كوكبها.
n إن وجود عدد من القيم المتدنية التي أدت إلى انتشار العديد من الأمراض الاجتماعية مثل العنف، الإدمان، الجرائم، استغلال الأطفال، العنف ضد الزوجات، تحطيم الأسرة، اللامبالاة، انعدام المأوى، التسرب من التعليم، الفقر، إنما يعكس انعدام المناعة النفسية والروحية وقد أوضحت الدراسات أن هذا الانهيار المناعي ينبع من الإحساس بانعدام القيم، عدم الاحترام للآخرين ومن الآخرين، عدم إتاحة الفرص لكي يكون الفرد ذو نفع لمجتمعه وأسرته، وهي مشاكل نفسية وروحية.
n n إن العمل الذي يؤدي لإثراء المهارات، احترام الذات، الاحترام المتبادل والإحساس بأن الفرد ذو قيمة للمجتمع هو عمل يشبع الاحتياجات الروحية ويساعد على الاستدامة وتحقيق العلم الذي نحلم بوجوده. فهذا الناتج الداخلي للعمل والمردود النفسي له قد يكون أكثر جدوى ونفع من الناتج الخارجي له. nفالاستدامة تستلزم تحولات في معتقداتنا وأفعالنا وبناء المؤسسات التي تستبعد قيم الاستهلاك غير المتسق مع المجتمع، والجشع، والعنف، وذلك لكي نصل إلى مفاهيم وقيم تساعد في تنمية الأساس الروحي للتنمية في حياتنا ومجتمعنا مثل القيم المؤكدة على ثراء العمل والحصول على السعادة بأقل استهلاك، وعدم التمسك بالسعي وراء الثروة. nفالنمو الذي اعتبر ضروريا لمساعدة الفقراء أدى إلى تركيز الثروة في يد الأغنياء، إذا فهناك حاجة إلى العدالة في توزيع العائد لإزالة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية. يضاف إلى ذلك أن تثبيت معدلات التنمية وتحقيق العدالة برفع عدم الإنصاف يمكن أن يؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة، المادة والتمويل والتكلفة البشرية بدون خفض المستوى المادي للمعيشة وبدون الحاجة للحلول التقنية.

البناء الحديثترجع الأصول التاريخية للأساليب التقنية الحديثة للبناء, والمواد المستخدمة فيه, إلى أواخر القرن الثامن عشر, مع مولد الثورة الصناعية. وكانت الأحجار والأخشاب, هي المواد السائدة في عملية الإنشاء, وكان الهيكل الرئيسي للبناء, يتألف من أراضي خشبية, تدعمها الجدران الحجرية, أو الدعامات الخشبية التي تنشأ على هيئة هيكل حامل. وعلى الرغم من وجود الإتجاه العلمي لتصميم الهياكل في طور التأسيس داخل معاهد الهندسة الأوروبية, كان البناؤون الذين إكتسبوا المعرفة التقنية الضرورية لحساب متانة الهياكل, قليلي العدد للغاية في ذلك الوقت. وإعتمد معظمهم على إستخدام بديهته وتجاربه الشخصية, التي تقوم على خبرة المكتسبة أبان العصر النهضة, وفترة القرون الوسطى. وإستخمة المواد الحديدية بكميات صغيرة, كمادة مساعدة في عمليات البناء, ولكن تصنيع هذه المواد, إعتمد على إستخدام الفحم النباتي, الذي كانت موارده قد إبتدأت تنضب. وبعد أن إكتشف "أبراهام داربي" عام 1708إمكانية الإستعاضة عن الفحم النباتي بفحم الكوك في الأفران العالية, أصبح من الممكن إنتاج الحديد بكميات ضخمة. وكان إستكمال الجسر الحديدي الذي يعبر نهر "السيفيرن" بالقرب من "كولبروكديل" في إنجلترا, عام1779, علامة بارزة, تحدد نهاية العصر الذي ساد فيه إستخدام الأخشاب والحجارة, كمواد بناء أساسية. وعد هذا الجسر – الذي بلغ طوله ثلاثين مترا – على الرغم من تواضعه بمقاييس القرن العشرين, إنجازا عظيما, وإقتصر إستخدام مسبوكات الحديد في أضلاع العقد خاص بالجسر, على موضعين فقط, يزن كل منهما 5,75 أطنان, وطوله 21 متر.وعندما أشرف القرن الثامن عشر على الإنتهاء, حدث تطور كبير في إستخدام الحديد المسبوك, بدلا من الأخشاب, في أغراض عمل الأعمدة والعوارض, ثم تحولت الإنشاءات خلال القرن التاسع عشر, إلى الإعتماد على الجدران الحجرية, على هيئة غلاف حامل.وقد تطلب تطوير شبكة السكة الحديدية في أوائل القرن التاسع عشر, إستخدام الحديد على نطاق واسع, كمادة للإنشاء ولكن واجهت هذا الإستخدام, صعوبات جمة, فيما يختص بصلاحية الحديد الزهر هذا الغرض, نظرا إلى غير إمكانية التعويل عليه في مقاومة اجهادات الشد, لذلك إستبدلة به الحديد المطاوع عند تصنيع العوارض, بإعتبار أنه صورة أكثر نقاوة, يمكن إستخدامها بأمان, لمقاومة كل من اجهادات الشد والضغط.ومن المحقق أن التحول إلى المجتمعات الصناعية, أحدث تغيرات جوهرية في أساليب الإنتاج, كما ظهرت مفاهيم جديدة في مجال الإنشاء: مثل التوحيد القياسي, والتصنيع المسبق, والمنشآت الفولاذية الهيكل, ذات الأسطح الخارجية اللامة, بدلا من الجدران الحجرية, والإستعانة بالحسابات والإختبارات التي تجري على نماذج, لتقويم متانة المنشآت, الحول التدريجي في صناعة البناء من مواقع الإنشاء, إلى مصانع التجهيز, ومن الأمثلة الواضحة على إستخدام المكثف للوحدات السابقة التصنيع, في منتصف القرن التاسع عشر, تصميم "جوزيف باكستون" للقصر البلوري (كريستال بالاس) في لندن, وتصميم "إيزامبارد كينجدام برونيل" للمستشفى الذي تم تصنيع وحداته الإنشائية في إنجلترا, ثم شحن إلى "القرم" حيث أقيم, وكان يتسع لألف سرير.وتمثلت المواد المعدنية الرئيسية التي إستخدمت في عمليات الإنشاء حتى عام 1870, بالحديد الزهر, والحديد المطاوع, ولكن تزايدت الحاجة إلى معدن قليل التكاليف, وَلَدِن في الوقت نفسه, حتى يمكن تحويله بسهولة, إلى أشكال مناسبة لأغراض الإستخدام. وأسهم أسلوب "بسمر" لإنتاج الفولاذ المتين واللدن, بتكاليف رخيصة, في حل هذه المشكلة, حتى أمكن إحلال هذا الفولاذ, محل الحديد الزهر والمطاوع, في نهاية القرن التاسع عشر. وقد تمثل الإستخدام المكثف للفولاذ, في مجال الإنشاءات خلال تلك الفترة, في جسر "فورث" (أنشئ عام 1809), وبرج إيفل (1899), وناطحات السحاب الشهيرة المسماة باسم "لويس سوليفان" كما قطعت الأساليب التقنية, التي تعتمد على التصميم والإنشاء المعدني, شوطا طويل نحو التطور, منذ بدأت الثورة الصناعية. لذلك شهدت هذه الفترة أيضا, تثبيت أقدام الباطون المسلح, كمادة إنشائية جديدة, تتمتع بإمكانات هائلة في مجالات التصميم, وسبحان ما إحتلت هذه المادة الموضع الصدارة بين مواد الإنشائية في القرن العشرين. المواد المستخدمة في البناءالحديث:أدت التطويرات التكنولوجية في القرن العشرين, إلى إستحداث مجموعة جديدة من المواد, مثل اللدائن (البلاستيك), ولكن ربما كان الأهم من ذلك, هو التوسع في الإمكانات الإنشائية لمواد البناء التقليدية, مثل الأخشاب, ومباني الطوب, كما أدت إلى تطوير تقنية إستخدام الفولاذ والباطون, وقد أرسيت قواعدها كعمليات تقنية عصرية في أواخر القرن التاسع عشر.الباطون المسلح: يصنع الباطون عادة, بخلط الأسمنت مع الرمل, والصخور (الأحجار) ذات الأحجام الصغيرة والماء. ويتحد الأسمنت إتحادا كيميائية مع الماء, لتكوين عجينة ,أسمنتية حول الرمل وكِسَر الصخور. وبالرغم من إستخدام خلطات تشبه الإسمنت, خلال العصر نتيجة التجارب التي قام بها "جوزف أسيجن" عام 1824, وإنتهت بتسجيله حق إختراع أنواع جديدة, أمكنه إنتاجها من حرق الحجر الجيري والطفل (معا) في الموقد الخاص بمطبخه (الأسمنت البورتلاندي). ويستخدم الباطون حاليا, بكميات ضخمة تزيد كثيرا على الكميات المستهلكة من أية مادة إنشائية أخرى. ونتيجة لذلك, أصبحت صناعة الأسمنت, واحدة من الصناعات العظمى في العالم. وتشبه الخواص الإنشائية للباطون, مثيلتها للبناء الحجري, وتتميز بمقاومتها المرتفعة للضغط, ولكن تتوقف على المباني الحجرية, بقابليتها للتشكل بالصب في قوالب معدة, حتى تكون أرضيات, أو عوارض, أو أعمدة, أو هياكل ذات هيئة غلافية (تحيط بحيز معين). وللباطون متانة ضعيفة لمقاومة إجهاد الشد, لذلك يراعى تسليحه بقضبان الفولاذ…, عند المواضع المعرضة لهذا النوع من الإجهادات. ويعد الباطون المسلح, مادة مركبة من الباطون, الذي يقام إجهادات الضغط, والتسليح الفولاذي, الذي يقاوم اجهادات الشد, ويحد من عرض الشروخ التي يمكن أن تحدث في الباطون, بتأثير الأحمال المنخفضة نسبيا. ولقد ساعد تسليح الباطون, على إمكان التوصل إلى عديد من التصميمات, حتى ساد إستخدام المنشآت المصنوعة من الباطون المسلح, منذ أواخر القرن التاسع عشر, لتشيد الأبنية الصناعية التجارية, في كل من أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية.ثم أصبح أسلوب التقني للباطون ذي الإجهاد المسبق, متاحا في الثلاثينات من القرن الحالي. ويرجع الفضل في التوصل إليه, إلى الجهود الرائدة التي بذلها المهندس الفرنسي "أوجين فرينية" (1879 ـ 1962). ويتألف الإجهاد المسبق, من توليد حالة من ألإنضغاط في الباطون بواسطة قضبان فولاذية ذات متانة شد عالية, بحيث تتم موازنة أي إجهاد شد, يمكن أن ينشا نتيجة التحميل المتعاقب على العضو المنشأ مع الإنضغاط المبدئي. ويعني ذلك, إنتفاء ظهور الشدوخ في الباطون نهائيا, وإمكانية تجنب حدوث التآكل في قضبان التسليح, نتيجة تخلل الرطوبة للباطون. كما يساعد الإجهاد المسبق, على مرونة تصنيع العضو المنشأ من سلسلة من القطاعات الصغيرة, وتعريضها جميعا للإجهاد. وتتشابه القاعدة الأساسية لذلك, مع فكرة العقد المنشأ من النبات جزئية, وهو منشأ ذاتي الإجهاد, ولكن الميزة الحقيقية للإجهاد المسبق, تكمن في إمكانية تطبيقية على نحو مستقيم, مثل العارضة. الفولاذ (الصلب): عندما أشرف القرن التاسع عشر على الإنتاج, كان الفولاذ قد أصبح مادة هامة من المواد الإنشاء. وكانت قطاعات الفولاذ المفتولة, متاحة بكميات كافية, كما كان الأسلوب التقني لربط الأعضاء الإنشائية بواسطة مسامير الرباط, أو مسامير البرشام, قد قطع شوطا كبيرا في طريق التقدم. وتم إحراز تقدم هام آخر خلال الحرب العالمية الأولى, بإستحداث الطريقة النمطية لوصل الأعضاء الفولاذية, وهي اللحاء بالقوس الكهربائية بين قضيب معدني (الإلكترود), وبين العضوين المراد لحامهما معا.فينصهر الإلكترود المعدني, عند كلا طرفي القوس, يتركب المعدن المنصهر, ليملأ الوصلة على مدى سلسلة متتالية من الطبقات. ويستخدم هذا الأسلوب التقني على نطاق واسع, في إنشاء الأبنية الحديثة, والجسور المصنوعة من الفولاذ, نظرا لصغر حجم الوصلة, وتفوقها على الوصل بمسامير البشام, أو مسامير الرباط. ويعد الفعل المركب لكل من العوارض الفولاذية, وبلاطات الأرضية المصنوعة من الباطون المسلح, تطورا آخر, حيث يتم لحام المشابك عند الشفة العليا للعوارض الفولاذية, ضمنا لترابط الصحيح بين المادتين.الأخشاب: يعتبر الخشب واحد من أقدم المواد التي إستخدمت في عمليات البناء, ولكن التطويرات الحديثة في هندسة الأخشاب, أتاحت لها موضعا وسط مواد البناء الحديثة. ومن التطويرات ذات الأهمية الخاصة في هذا المجال, إستحداث المواد المكثفة للخشب المضغوط, في إنشاء الجدران الخاصة بالأبنية. ويتألف الخشب المضغوط, من رقائق, يتم إنتاجها على هيئة قشرات, تقطع من جذور الأشجار, ثم تلحم مع بعضها بعضا بالغرام اللاصق تحت ضغط, بحيث يكون إتجاه الألياف في كل طبقة, متعامدا مع إتجاه في الطبقة اللاصقة. وتتوقف متانة الخشب على إتجاه إجهاده, إذ تنخفض متانته, عندما يؤثر الإجهاد عموديا في إتجاه الألياف, عن متانته عندما يؤثر الإجهاد موازيا لإتجاه الألياف, عن متانته عندما يؤثر الإجهاد موازيا لإتجاه الألياف.ويضمن إستخدام الخشب المضغوط, الذي تكون طبقاته متعامدة مع بعضها بعضا بالتبادل, الحصول على مادة ذات متانة منتظمة, وثبات في الأبعاد. ونتيجة للأبعاد المحدودة للقطاعات الخشبية المتوافرة عادة في الأسواق, كان إستخدام المواد اللاصقة أمرا حتيما في صناعة العوارض الصفيحية, التي تتألف من عدد من الطبقات ذات القطاع الرقيق نسبيا, والتي تلحم مع بعضها بعضا بالغراء, تحت ضغط, وذلك بالإضافة إلى التطويرات الهامة التي طرأت على الأساليب التقنية للوصول بالمسامير العادية, أو بالمسامير الرباط, والإستعانة بالمستنبطات الخاصة بالتوصيل. وتتميز قطاعات الإنشائية الخشبية بخفة وزنها, إذ تبلغ كثافة الخشب 1/ 5 كثافة الباطون, 1/ 16 من كثافة الفولاذ.المواد السيراميكية: تمثل صناعة الطوب, القسم الأعظم من الصناعات الإنشائية السيراميكية. وقد مرت هذه المادة التقليدية من مواد – شأنها في ذلك شأن الأخشاب – بتغييرات كبيرة, فيما يتعلق بطريقة صناعتها, وأسلوب تناولها, وكيفية وضعها في المباني, وقدرتها على مقاومة الأحمال. وتستخدم مباني الطوب بمثابة وسط لمقاومة أحمال الضغط في الأعمدة والجدران. وقد ساعدت الدراسات التفصيلية عن قوة تحمل مباني الطوب, في إمكانية إنشاء أبنية بإرتفاع 18 طبقة, من طوب رقيق لا يتجاوز 38سم عند مستوى الأرضية. وأمكن الأستفادة في التصميمات الحديثة, من تأثير مباني الطوب في تدعيم الهيكل الفولاذي والأسمنتي, وكذلك الفعل المتبادل بين الجدران والعوارض الحاملة.وقد أرسيت قواعد لتصميم المباني المسلحة, شبيهة بالمبادئ الأساسية الخاصة بالباطون المسلح, حتى تتمكن المباني من مقاومة كل من إجهادات الشد والضغط. وقد جرت العادة, على إعتبار مباني الطوب, مادة مقاومة للضغط, ولكن بعد تزويدها بالتسليح الكافي, يمكن إستخدامها في أغراض تشبه أغراض إستخدام الباطون.الألومنيوم: يكون الألومنيوم, في صورته النقية تجاريا, فلزا لينا, لدنا, ولكن يمكن زيادة متانته بإضافة عناصر سبكية إليه, حتى يصبح ملائما للإستخدام في التطبيقات الإنشائية, وعلى النقيض من الفولاذ, يكون الألومنيوم شديد الإحتمال ضد عوامل الزمن, نتيجة طبقة الأكسيد الرقيقة التي تتكون تلقائيا على سطحه, وتمثل عاتقا أمام إستمرار التأكسد. وتبلغ كثافة الألومنيوم 1/3كثافة فولاذ, ولكن مقاومته للتشوه, تقل عن مقاومة الفولاذ كثيرا. ويصل الإنحناء في هيكل مصنوع من الألومنيوم, إلى ثلاثة أضعاف الإنحناء الحارث في هيكل مماثل من الفولاذ, معرض للأثقال ذاتها. ولهذا السبب, ف‘نه إلى جانب إرتفاع التكلفة لإنشاء هياكل من الألومنيوم – بالنسبة إلى غيره من المواد الإنشائية – أصبح مجال التطبيقات الإنشائية للألومنيوم محدودا, بإستثناء الحالات التي تكون فيها الإستفادة, من الوزن الخفيف نسبيا له, أمرا حيويا. وتتوافر القطاعات الإنشائية للألومنيوم, على هيئة مشابهة لقطاعات الفولاذ.اللدائن: يتم إنتاج اللدائن من المواد طبيعية أصلا, مثل الفحم الحجري, والهواء, والماء, والنفط, عن طريق عمليات كيميائية معقدة. ونتيجة التركيب التوليفي للدائن, يمكن إنتاج بعض أنواع بخواص متبانية, ولكن اللدائن – على وجه العموم – تحتاج إلى تسليح, بأنواع مختلف من الألياف أو غيرها من المواد, حتى تصلح للإستخدام في الأغراض الإنشائية. ويعتبر البوليستر المدعم بالزجاج, أكثر هذه الأنواع شيوعا, وبإستطاعته مقاومة الإجهادات المرتفعة لكل من الشد والضغط. وتتميز هذه المادة, بأماكنية تشكيلها بسهولة ويسر, على هيئة عناصر مطرية, أو منحنية, لتلقي الأحمال الواقعة عليها. ولكن يعيب اللدائن, إنخفاض صلابتها, لذلك تراعى هذه الخاصة, عند إستخدام اللدائن في الأغراض الإنشائية, بحيث يتم إختيار الشكل الملائم للمنشأ, للتغلب على هذا العيب. وما زال إستخدام اللدائن المدعمة بألياف الكربون يحقق تقدما ملموسا ولكن هناك عددا من التطبيقات الإنشائية للجدران المركبة, يصلح إستخدام اللدائن فيها, حيث يتألف الجدران من طبقتين خارجتين, يتم إنشاؤها من المادة قوية, وبداخلها طبقة عازلة من مادة خفيفة الوزن. ومن التطبيقات الهامة الأخرى, إستخدام اللدائن في الهياكل المدعمة ضد الرياح, (مثل القباب المنفوخة بالهواء), التي تتخذ شكلا ثابتا, عن طريق الإحتفاظ بفرق صغير في ضغط الهواء بين سطحها الخارجي والداخلي, بواسطة تمرين تيار من الهواء بضغط منخفض بين السطحين من المروحة.
الملاقف الهوائية:
الملاقف هي ابراج متصلة بالمباني تستخدم للتبريد, وكانت تستخدم في المساجد والمستشفيات على نطاق واسع, ففي العصر العباسي كانت جميع المستشفيات مزودة بالملاقف الهوائية وكذلك اغلب البيوت.
تعتبر من العناصر المعمارية المهمة للبناء في هدفها المعماري في بناء الجدران من الخارج , فهي تضيف جمالاً لشكل الواجهات بالإضافة إلى كونها عنصراً خدمياً لشاغل الوحدات السكنية والخدمية , حيث تعمل الملاقف الهوائية على تبديل الهواء للغرف وتضيف نوراً يدخل من فتحة الملقف المستطيلة.حيث أنة يوجد نوعين للملاقف:ذوات الفتحتين الفتحة الواحدةالبوارجيل أو البراجيل جمع بارجيل ، وهي الملاقف الهوائية القديمة التي كانت تعلو البيوت في الفترة السابقة ، وقد استخدمت للتهوية واجتذاب الهواء البارد وتوجيهه الى الأسفل نحو الغرف الرئيسة ..والبارجيل عبارة عن برج متوازن التصميم ، مربع الشكل ، مزخرف من الأعلى ، مقطع من الداخل بحواجز مصنوعة من " الخيش " لاجتذاب الهواء من وسائل تبريد الجو في فصل الصيف الحار. أما في فصل الشتاء فتسد فتحات البارجيل لمنع الهواء البارد ومياه الأمطار من التسرب إلى أسفل ، ولعل صلة التجارة الوثيقة بين دبي وبلاد فارس واستقرار بعض الفرس في دبي أثمر عن اقتباس أهم الصفات المعمارية الفارسية التقليدية وهي البراجيل .حيث أن الفرس كانوا أول من صنعوها واستخدموها في البيوت وأطلقوا عليها مسمى " بادجير " أي مصيدة الهواء .بدأت إشادة البراجيل في أغلب أحياء إمارة دبي مثل الشندغة والراس والمناطق التي استقر فيها الفرس ، مثل منطقة البستكية التي سميت كذلك نسبة إلى أهالي بستك الفارسية الذين استقروا فيها واكتسبت أهمية لقربها من ديوان الحاكم .قال الشاعر :اللي هواهم م البراجيل ***** ومقيظهم في وسط لبلاد أي ان من لديهم بارجيل في بيتهم لا يحتاجون للذهاب إلى المقيظ لأنه يعينهم على حرارة الصيف .













الفناء الداخلي:

مميزات الفناء الداخلي :
الفناء الداخلي وسمى لدى البعض بالفسحة السماويةو الحوش و عرصة الداروالحويالفناء الداخلي يقوم بوظيفة العزل الاجتماعية بين الرجال والنساءفالفناء الداخلي الذي يعد أحد المعالجات المناخية , ولكنه أيضا عبارة عن اتصال الساكن مع الطبيعة ( الفراغ الخارجي ) دونما أن تجرح خصوصيته أو يجرح خصوصية الآخرين , ومع ذلك فلقد رأى المعمار المسلم الفناء بمنظوره الجمالي فأوجد النوافير التي أضفت على الفناء لمسة جمالية بهندستها الراقية مع منفعتها كعامل ترطيب للهواء الحار. و الاهتمام بعناصر الماء والنباتات، ولاسيما الأشجار المثمرة ذات الروائح الزكية، والتي تضفي على البناء رائحة طيبة ومشهداً زاهياً، يضيفان بُعداً جديداً للاستمتاع الحسّي، وهي ظاهرة انتشرت في المدن الإسلامية، وجعلت فناء البيت الإسلامي فسحة للانطلاق نحو السعة والخضرة والماء، داخل حدود حرم آمن بعيداً من عيون الآخرين· وبهذه الطريقة وجدت المدن الإسلامية في منازلها البديل عن الشوارع الواسعة والميادين والساحات والحدائق الخضراء.وقد كان هذا التصميم هو التصميم الوحيد لتصاميم العربيه القديمة لانه ولازال الانسب لمناخنا وتقالدينا معا.ولكن المدنية الحديثة والحضارة الغربية التي اجتاحت البلدان فرضت اتجاها جديدا للعمارة العربية .ولكن لازال هذا التصميم محبوبا ومرغوب به في بلاد الشام والمغرب العربيوقد تمت دراسات لمزايا الفناء الداخلي فوجدوا ان درجة الحرارة تنخفض درجتين او ثلاث عن مستوى درجة الحرارة الطبيعي وذالك يعود لثقل الهواء البارد فيسبب ذالك تخزينه بين جدران الفناء الداخلي العالية حتى ساعات متأخرة في النهار








قبة



قبة
جامع قرطبة, في الأندلس من الداخل. القبة نوع من الأقبية التي تستخدم للتسقيف وهي بأبسط أشكالها عبارة عن نصف كرة مجوفة تقف على أعمدة أو جدران ومصنوعة من مواد مختلفة. وتعتبر القبة عنصرا من عناصر العمارة الإسلامية.
تاريخ القباب :عرفت القباب بشكلها البدائي قبل الإسلام فكانت إما صغيرة مكونه من قطعة واحدة أو مبنية بعدة طبقات مركبة أما بعد الإسلام فبدأ استخدام القبب الحقيقية ذات الهيكل الداخلي المتصل والموحد. أول القباب في المنطقة العربية كانت مبنية
بالطوب في منطقة الجزيرة الفراتية في شمال العراق وشرق سوريا وذلك في الألفية الرابعة قبل الميلاد (القرن الأربعين قبل الميلاد)، قبل الحضارة السومرية. كانت تستخدم لتسقيف الأكواخ الطينية والمخازن والقبور. بعد ذلك تطور استخدام القباب بتطور مواد البناء حين شاع استخدام الطابوق والحجر على أيدي الأمم التي توالت على المنطقة. [1]
وظلت المعرفة بالقبب في تلك المنطقة حتى انتقلت إلى الإغريق وأول ما استخدمه الإغريق كان في المقابر على شكل قباب منحدرة مدببة، كونها كانت جديدة على بيئتهم البنائية التي استغنت عنها بخامة الحجر، وذلك باستعمال أسلوب الأطر الحجرية (عمود- جسر) الذي برع به المصريون والكنعانيون. وفيما عدا ذلك لم تحضى القباب بأهمية كبرى في العمارة اليونانية القديمة، ولم تتطور لديهم، حتى جاء الرومان. [2]
يقول الباحث السوري عبد المعطي خضر أن الرومان تعلموا استخدام القباب من المعماريون الشاميين الذين اشتهروا بقطع الأحجار ونحتها وبناءها بشكل محكم فاستخدموها وطوروها ثم أضافوا موادا جديدة للبناء (مادة تشبه الخرسانة). [2] ونجد اليوم أقدم ذكر لتلك الموائمة في القبة الخشبية الموجودة في كنيسة القديس سمعان التي يعود إنشاؤها إلى عام 500 م, ومن أشهر الطرازات في استخدام القبب قبل الإسلام استخدام المناذرة لثلاث قبب في أبنيتهم مثل قصر الخورنق. ولكن عند بناء قبة الصخرة عام 692 م، وهي من اوائل القبب الإسلامية بنيت بالنظام الإسلامي البحت المتطور. وهكذا فان القبة تحولت من تغطية للحجرات المدورة في العراق القديم بسبب سهولة الانتقال من الدائرة للدائرة، لكنها خلقت إشكالا حينما وظفت في المسقط المربع للحجرات، واقتضت إيجاد حلول للانتقال من زوايا المربع إلى المثمن والذي شكل رقبة (طنبور) القبة تباعا، فجيء بحلين أحدهما شامي بالمثلثات الكروية والثاني عراقي بالمقرنصات البدائية، تبعا لما تسمح به خامة البناء (الحجر أو الطابوق) والتي نسبت كعادتها لتسميات (بيزنطية وساسانية). ومن الجدير ذكره أن قرى الجزيرة الفراتية تبني بيوتها بالقباب، وتسنى للمسلمون أن ينقلوا أعرافها إلى المغرب العربي والأندلس، ونجد اليوم مثلا جميلا لمدينة وادي الصوف في شرق الجزائر التي تشكل القباب العنصر الأساس في تسقيف حجراتها. ومازال القوم يطلقون في المشرق وبعض المغرب على الحجرة أو الغرفة أسم قبة.
وصف القباب
القبة يمكن اعتبارها
قوس متكرر وملتف حول وسطه، فالقبة لها قدرة كبيرة على تحمل الأحمال الإنشائية ويمكن مدها على مساحة واسعة. في حالة كون القاعدة التي ترتكز عليها القبة مدورة تنتقل الأحمال إلى القاعدة مباشرة. إذا كانت القاعدة مربعة، يجب أن تنشر الأحمال بإستخدام وسائل إنشائية مثل المقرنصات وغيرها.
نادرا ما تكون القبة كروية تماما، فأشكال القباب تختلف حسب مواد البناء المستخدمة، التكنولوجيا المتوفرة، الطرز المعمارية السائدة وغيرها من المؤثرات.

القبة المرابطية:
الموقع/المدينة:
مراكش, المدينة العتيقة, المغرب.تاريخ المبنى: القرن 6 الهجري / القرن 12 الميلادي. راعي المبنى: علي ابن يوسف (حكم في الفترة 500 - 537 هجري / 1106 - 1143 ميلادي).
تبدو القبة ضمن البنايات الباقية التي لحقها ضرر كبير، وهي عبارة عن جناح تعلوه قبة، تحتضن صهريجا للمياه المخصصة للوضوء، وتشكل ملحقة لمسجد علي ابن يوسف، الذي أتى على ذكره كافة الإخباريين، واختفى منذئذ. ترتفع هذه القبة، التي يصفها مؤرخو الفن الإسلامي بـ" الرائعة"، وسط صحن محاط بتسعة عشر ميضأة عمومية، كانت مطمورة تحت عدة أمتار من الأنقاض والخرائب، ولم تتم إزالة الأتربة عنها إلا في عامي
1952 - 1953 ميلادي. تضم القبة بمخططها المستطيل (طولها 7.30 أمتار وعرضها 5.50 أمتار)، مستويين متمايزين بوضوح، ويفصل بينهما على ارتفاع حوالي خمسة أمتار شريط زخرفي رقيق أملس وقليل البروز:
- تتكون الزوايا الخارجية للمستوى الأول من أربعة دعامات متينة، وفتحت واجهاته على كل جانب من جوانبه الكبيرة بعقدين مزدوجين ومتجاوزين ومفصصين، وبعقد مفصص على كل واحد من جوانبه الصغرى.
-


مشربية


نموذج من المشربيات الإسلامية.
المشربية أو الشنشول أو الروشان هو بروز الغرف في الطابق الأول و -أو- ما فوقه يمتد فوق
الشارع أو داخل فناء المبنى وهو مبني من الخشب وعليه نقوش وزخارف ومبطن بالزجاج الملون. تعتبر المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية في الدول العربية بدأ ظهورها في القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي) أبان العصر العباسي واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.
أكثر ما تستخدم المشربيات في القصور والبيوت التقليدية، إلا أنها كانت تستخدم أيضا في بعض المباني العامة مثل
دور الإمارة والخان والمستشفيات وغيرها.
الأصل والتسمية


أحد مشربيات مدينة جدة القديمة (جدة البلد) في السعودية, المشربية تغطي طابقين كاملين
انتشرت المشربية في الفترة العباسية واستخدمت في القصور وعامة المباني وعلى نطاق واسع, إلا أن أوج استخدامها كان في
العصر العثماني حين وصلت إلى أبهى صورها وإنتشرت انتشارا شبه كامل في العراق والشام ومصر والجزيرة العربية.
سميت بأسماء مختلفة في مناطق مختلفة، تعبير المشربية منتشر في مصر ويقال أن أصله "مشربة" لأن
قلة الماء أو المشربة كانت توضع فيه، ويقال أيضا أن أصل الكلمة هو "مشرفية" لإشراف أهل البيت على الشارع منها ثم تحورت حتى أصبحت مشربية. وتدعى المشربية في بعض الدول الإسلامية "روشن", وتسمى في اللهجة العراقية شنشول (جمعها شناشيل).
البناء
كانت مواد البناء الشائع استخدامها في بناء البيوت هي إما الطابوق الطيني أو الحجر مع الجص، وكان الهيكل الإنشائي يعتمد على
الجدران الساندة وتبنى السقوف بطريقة العقادة فكان يمد الحديد أو الخشب أو الحجر الذي يرتكز عليه السقف إلى الشارع أو الفناء ثم يكمل البناء فوقه بالخشب المزخرف ويسقف أيضا بالخشب لخفة وزنه حيث أن البروز لم يكن يستند على أعمدة فلا يتحمل الطابوق أو الحجر.
كان هناك أنواع متعددة من المشربيات بعضها مغلق والبعض الآخر مفتوح حيث أن المفتوحة كانت بمثابة شرفة تطل على الشارع أو الفناء وكانت النقوش الخشبية تترك مفتوحة تسمح بدخول الهواء والضوء. أما المغلقة كانت تمثل امتدادا للغرف بالطابق الأول وكانت الزخارف تبطن بالزجاج الملون وتجعل فيها نوافذ تفتح عموديا.
الفوائد والاستخدام


بيت ناصيف التقليدي (1881)م بمدينة جدة, المملكة العربية السعودية.
اجتماعية
إحدى أهم الفوائد الاجتماعية هي الحفاظ على خصوصية. من هذه المشربيات يستطيع الناظر مراقبة الشارع بدون أن يراه من في الشارع أو من في المشربية المقابلة وذلك لعدة أسباب مجتمعة، فمن ناحية تكون الإنارة في الخارج خلال النهار أقوى من الداخل، ومن ناحية أخرى وجود الزخارف والنقوش في الخشب يجعل الرؤية من خلاله صعبة لمن يقف على مسافة بعيدة، أضف إلى ذلك أن الزجاج الملون نفسه كان يزيد من تشويش الرؤية لمن في الشارع. هذه الميزات أتاحت للنساء أن يرين الشارع من نوافذهن بدون أن يلمحهن أحد.
بيئية
توفر المشربية الظل داخل المسكن بدون إغلاق كامل للنافذة فتحافظ على حركة الهواء مما يساعد على تخفيف درجة الحرارة في الصيف. ويفيد هذا البروز المارة أيضا حيث يستظلون به في الزقاق صيفا ويتوقون المطر شتاء كما أن المشربية تغطي الجدار المواجه للشارع وتحافظ عليه من الشمس والمطر.
ومن فوائد المشربية أيضًا ضبط تدفُّق الهواء، فعن طريقها يمكن التحكُّم في سرعة الهواء وتدفقه داخل الحيِّز الداخلي للمنزل، وذلك باختلاف فراغات المشربية في الأجزاء السفلية والأجزاء العليا؛ حيث نجدها ضيقةً في الأجزاء السفلية من المشربية ومتسعةً في الأجزاء العلوية، كما أن الأسطح الكروية لعناصر الخرط تحقِّق انزلاقًا للهواء عليها؛ مما يعطي تهويةً جيدةً أكثر مما إذا كانت هذه الأسطح مربعةً أو مستطيلةً، كما أن بروز المشربية عن مستوى الحائط يُتيح لها التعرضَ لتيارات الهواء الموازية لواجهة المنزل.
ومن فوائدها أيضًا ضبط رطوبة تيار الهواء المارّ من خلالها إلى داخل المنزل أو الحجرة لطبيعة المادة المصنوعة منها وهي الخشب، فهو مادة مسامية طبيعية مكوَّنة من ألياف عضوية تمتص الماء وتحتفظ به.
معمارية
إحدى الفوائد الرئيسية، وخصوصا في العراق، هي شكل الطابق الأرضي غير المتجانس إلى شكل متجانس ذي زوايا قائمة، وبالتالي، تصحيح غرف الطابق نفسه إلى غرف ذات أضلاع متوازية ومتعامدة، وهذا مما جعل بعض هذه البروزات ذات أشكال غريبة مثل أسنان المنشار. كما أن المشربيات المغلقة كانت تضيف إلى مساحة الغرف في الطوابق العلوية مع بقاء مساحة الأرض ثابتة.
كان للمشربيات تأثير على تصميم الشارع أيضا حيث أنها تزيد من احتواء الشارع للمارة وتضفي طابعا رقيقا عليه لوجود الخشب والنقوش الدقيقة فيه، فكانت واجهات الشارع ذات مقياس إنساني ناعم.
المشربيات في التراث العربي والأدب


شناشيل البصرة القديمة أحد مميزات بيوت الجزء القديم من مدينة البصرة,1954م
للمشربيات تأثير كبير على الثقافة الشعبية في العراق وقد نسجت العديد من القصص والقصائد عن المشربيات، أبرزها قصة "حب نجار الشناشيل لإبنة الجيران". ويطلق على الواجهة الواحدة شناشيل وجمعها شناشيلات وهناك العديد من الأغاني الفلكلورية تدل على ذلك منها:
فدوة للشناشيلات
تكعد بيهن الحلوات
تكثر بيهن الضحكات
فدوة للشناشيلات
وأغنية أخرى تقول كلماتها:
شناشيلك ياسف اليوم
يحله الليل بيه النوم
بس آنه أظل مهموم
كل ليلي أجر حسرات
كما ذكرت في بعض كتب التاريخ مثل النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: "في سنة إحدي وأربعين وأربعمائة هبت ريح سوداء ببغداد وأظلمت الدنيا وقلعت روشن دار الخلافة". وفي عجائب الآثار للجبرتي: "ونهب العسكر بيت الباشا وباتت النار تلتهب فيه وأحرقت تلك الأبنية العظيمة والقصور والمجالس والمقاعد والرواشن".
كتب الشاعر
بدر شاكر السياب قصيدة بعنوان”شناشيل ابنة الجلبي".
معلومات عامة
تسمى
البصرة "أم الشناشيل" لكثرة المشربيات فيها.
تبنى المدات التي تستند عليها المشربية في
القاهرة والبصرة من الخشب، وتبنى في بغداد من الحديد (آي بيم) يسمى "الشيلمان" وفي دمشق وحلب يعتمدون على الحجر.
تأثر الغرب في
العصور الوسطى بالمشربيات (بالإضافة إلى عناصر معمارية أخرى) فبنوا المشربيات الحجرية ذات النوافذ في بعض قلاعهم.
يقال أن المشربيات من مخلفات الموسرين. فلطالما كان يعرف ثراء أصحاب البيوت من شناشيلها لما تتطلبه من أموال وفيرة وكلف عالية.
بعض البيوت ذات الشناشيل إستغرق العمل في بنائها أكثر من ثلاثة أعوام. وقد إعتمد في بنائها على خشب التوت “التكي” او خشب النبق وغيره من الأخشاب المحلية المتوفرة.
بعض المشربيات التي بنيت في بغداد في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين تأثرت بحركتي "الآرت نوفو" والآرت ديكو" الغربيتان ويظهر هذا في النقوش والزخارف.
في العراق، تسمى المشربيات التي تطل على الشارع بالشناشيل والتي تطل على الفناء الداخلي بالأرسي.





























المانيا تستخدم القش والطين فى البناء الحديث
1 أكتوبر 2006 الساعة 02:15 صباحا

عاودت المانيا استخدام مادتى القش والطين فى تشييد البيوت الحديثة كونها صديقة البيئة وكبديل لخفض التكاليف وتوفيرا للطاقة. وتعد المانيا الدولة الاوروبية الاولى التى أثبتت فى وقت سابق من هذا العام ان استخدام القش كمادة للبناء يوفر عزلا أفضل من مواد البناء المعروضة الان فى الاسواق. وقد ازيح الستار العام الماضى عن أول بيت جديد فى البلاد بنى كليا تقريبا من حزم القش والطين والخشب فى قرية زيبين لندين التى تراعى حماية البيئة والواقعة فى مدينة بوباو شرق المانيا وتخطط القرية التى يقطنها الان 100 مواطن الى بناء المزيد من بيوت القش. ووجد الالمان ان البناء بحزم القش الجديدة يهيىء كل سبل الراحة التى يتطلبها البيت العصرى فالالواح الشمسية المركبة على السقف توفر المياه الساخنة والكهرباء.. وعزل فعال جدا.. بحيث لا تكون هناك حاجة لوسائل التدفئة الاضافية سوى فى أشهر الشتاء القارص.. كما تبين ان حزم القش المضغوطة أقل عرضة للاحتراق من مواد العزل الاخرى.















بيت عربي تقليدي


بيوت قديمة في حضرموت، هذا النوع يشذ من حيث الإرتفاع العالي ووضع الصحن خارج البيت ومحاط بسور.
البيوت العربية التقليدية هي البيوت القديمة التي سكنها
العرب حتى بداية القرن العشرين. تطورت تصاميم هذه البيوت عبر الزمن وتغيرت مسميات العناصر عدة مرات بتغير اللغات واللهجات وتأثير المحتلين أو الأقوام غير العربية المقيمة مع العرب.
للأسف، لم يبق إلا القليل من هذه البيوت ومعظم ما تبقى غير صالح للسكن وآيل للسقوط.
التخطيط العام
يتوجه البيت العربي نحو الداخل، للبيت
صحن أو أكثر تتوجه نحوه الفتحات والشبابيك ومعظم الأبواب وتقام معظم نشاطات أهل البيت فيه أو حوله، الصحن في البيت العربي هو قلب البيت ومحوره. بأبسط أشكاله يكون الصحن مربع أو مستطيل الشكل يحيط به رواق ويتوسطه حوض ماء أو نافورة وربما قمرية. يكون الدخول إليه عن طريق مجاز.


[بيوت تقليدية قديمة في جدة.
يختلف عدد الطوابق في البيوت حسب مواقعها الجغرافية، معظمها في طابقين مثل البيوت في مدن
العراق ودول الخليج العربي، أربعة أو خمسة كما في مكة وبعض مناطق الحجاز أو حتى سبعة طوابق كما في اليمن. في المناطق الريفية تكثر البيوت ذات الطابق الواحد.
بصورة عامة تكون البيوت ملتصقة ببعض بحيث أن للبيت
واجهة واحدة فقط غير ملتصقة بالجيران، إلا إذا كان البيت على تقاطع شارعين. من هذه الواجهة الوحيدة اعتاد أهل المشرق العربي تغليف الفتحات في الطابق الأول وما فوقه بالمشربيات، أما في المغرب العربي فلم ينتشر استخدام المشربيات كثيرا إلا أن الشبابيك كانت تغلف أيضا بالخشب المشغول. على الطابق الأرضي تطل على الشارع شبابيك المجلس فقط، وقد توضع دكة عند الباب الذي يفتح على المجاز.
واجهات الصحن في الطوابق العلوية إما أن تغطى بالمشربيات أو تحاط برواق آخر فوق الرواق الأسفل تطل عليه شبابيك
الغرف المختلفة والأواوين.
بالإضافة إلى المجلس، يكون للبيت غالبا قاعات وغرف أخرى للاستقبال، خصوصا استقبال النساء والعائلة وغرف معيشة للأسرة. غرف النوم ليست كثيرة عادة بل أن المعتاد أن أكثر من شخص ينامون في مكان واحد. للبيت عادة
مرحاض وفي بيوت العائلات الأكثر ثراء يوجد حمام أو أكثر غالبا في الطابق الأرضي أو تصف واحد فوق الآخر إن كانت في طوابق متعددة.
[تحرير] مواد وأساليب البناء


حجر المرجان المستخرج من البحر، يكثر إستخدامه في البناء على طرفي الجزيرة العربية.
تختلف مواد البناء حسب المنطقة إذ أنها غالبا ما تكون محلية إلا أن استخدام
الطوب أو الطابوق شائع جدا. في الشام يستخدم الحجر بكثرة وفي سواحل الخليج العربي يكثر استخدام حجر المرجان المستخرج من البحر كما في دبي. يعتمد في البناء على الجدران الحاملة كنظام بناء رئيسي مع كثرة استخدام مختلف أنواع الأقبية للتسقيف بالرغم من أن السقوف الخشبية تستخدم أيضا لرخصها وسهولة بناءها مقارنة بالأقبية، إلا أن عمرها قصير أيضا بالمقارنة.
المشربيات والشبابيك والأبواب تكون خشبية، ويستورد الخشب من مناطق مختلفة حسب قرب الموقع وثراء صاحب البيت إذ أن الخشب الصالح للبناء وتصنيع الأثاث غير متوفر في المناطق العربية.
تطلى البيوت عادة
بالشيد ثم تصبغ بالألوان الفاتحة من داخل الغرف، الواجهات الخارجية قد تطلى وتصبغ كما في اليمن والمغرب العربي، أو قد تترك كما في العراق والشام، هذا يعتمد على الطراز السائد للواجهات في المنطقة. البيوت الفقيرة عادة لا تبلط الأرض، بل تسوي التراب وتغطيه بالحصائر، في البيوت المتوسطة تبلط الأرض عادة بالطابوق الفرشي أو حجر والأكثر ثراءا قد يستخدمون الرخام والفسيفساء.
الاستخدام


زقاق في بغداد.
البيوت العربية التقليدية تستخدم عادة موسميا، أي أن الغرف يتغير استخدامها حسب الموسم. الغالب هو الاستخدام التالي:
في الصيف: يستخدم السطح للنوم ليلا
والسرداب للقيلولة، يستخدم الصحن للجلوس مساءا والغرف في الطابق الأرضي والسرداب للنشاطات النهارية. تستخدم الغرف في الطابق العلوي للخزن.
في الشتاء: تستخدم الغرف في الطابق العلوي للنوم ليلا أو نوم القيلولة، تستخدم الغرف في الطابق السفلي للمعيشة والجلوس ليلا أو نهارا، يستخدم السرداب للخزن والصحن للنشاطات النهارية.
يجب ملاحظة أن هذا الاستخدام قد يختلف قليلا من منطقة إلى منطقة باختلاف المناخ والبيئة الجغرافية.
ميزات أخرى
الخصوصية
تصميم البيوت العربية التقليدية يحافظ على الخصوصية بدرجة واضحة، التخطيط العام يجعل التوجه نحو الداخل فلا يطل البيت على الجيران ولا يطل الجيران عليه. وضعية وتصميم المجاز يسمح للضيوف بالدخول بدون لمح البيت من الداخل كما أن غرف استقبال الرجال نادرا ما تطل على الداخل بل تطل على الشارع. غرف الطابق العلوي مغطاة إما بالمشربيات أو بتصاميم أخرى مشابهة تمنع الناظر من روئية ما بداخل الغرف بالرغم من فتح الشبابيك والسماح للضوء والهواء بالدخول.


صحن بيت في المغرب.
الصحن، الذي له تاريخ قديم وفوائد أخرى، يعطي البيت حديقة خاصة بعيدة عن أعين الجيران والغرباء ويسمح لأهل البيت التحرك بحرية بين الداخل والخارج مع الاحتفاظ بالخصوصية التامة.
الموائمة البيئية
بالرغم من أن المناخ قد يختلف قليلا من منطقة إلى أخرى في الوطن العربي، إلا أن المناخ بصورة عامة صحراوي جاف مع وجود بعض المدن ذات الرطوبة العالية في المناطق الساحلية. الطقس بصورة عامة يميل إلى الحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع استثناءات قليلة. هذا المناخ شبه الموحد أدى إلى معالجات بيئية متشابه في المناطق المختلفة.
المعالجات البيئية تكون عادة شاملة، أي أن معالجة الشارع هو جزء من معالجة البيوت. الشوارع في المدن العربية تكون ضيقة ومتعرجة ومغطاة بالمشربيات وغيرها من أساليب التسقيف الجزئية. هذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط وانخفاض درجة الحرارة فيها. الصحون في البيوت تكون واسعة نسبيا ومكشوفة ومعرضة للشمس، وهذا يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الضغط فيها. هذا بدوره يؤدي إلى انسياب الهواء من الأزقة إلى الصحون في البيوت خلال المشربيات والمجازات وارتفاع الهواء الحار في الصحون إلى أعلى مكونة تيارا يخترق غرف البيت المختلفة.
هذه هي الفكرة العامة، بعض التفاصيل تضيف معالجات بيئية تقوي هذه الحركة،
ملاقف الهواء مثلا تتلقف الهواء من الأعلى وتدفع به إلى الأسفل، وبسقي نبات العاقول الصحراوي المعلق على فتحات الملاقف تعمل الملاقف عمل مبردات الهواء.








- المعالجات المعمارية للمناطق الحارة الجافة (الداخلية)
بالمناطق الجافة تكون الحاجة للاحتفاض بالرطوبة داخل الحجرات مع خلق تيار هواء بارد وحماية الحجرات من انتقال الحرارة الخارجية لها هي اساس المعالجات المعمارية التي لجأ اليها المعماري – فنجد بهذه المدن الجافة المعالجات المعمارية التالية:
أ‌- للحماية من الحرارة الخارجية نجد بتلك المدن وقد تلاسقت مبانيها للتقليل من عدد حوائط المبنى المعرضة لاشعة الشمس والحرارة الخارجية ، كما نجد ان زيادة سمك الحائط قام على تخزين الحرارة بالنهار وفقدها بالمساء قبل ان يبدأ وصولها للحجرات ، وببعض المناطق نجد استخدام تكسيات خشبية (رواشين ومشربيات) تغطي معظم الواجهة لحمايتها من التسخين بواسطة اشعة الشمس المباشرة.
ب‌- صغر حجم الفتحات بالواجهات الخارجية وندرتها
احيانا ويلاحظ ذلك اكثر بالمناطق الصحراوية –
لحماية داخل الحجرات من الرمال وفقد الرطوبة.
ت‌- زيادة ارتفاع سقف الحجرات للاستفادة من خاصية
هبوط الهواء البارد والرطب وصعود الهواء الحار.
ث‌- توظيف الفناء الداخلي كمصدر تهوية طبيعية – بحيث يتم هبوط الهواء البارد الية ونجد احيانا استغلال الماء والزراعة لزيادة برودة ورطوبة الهواء بالفناء ومن ثم يتم سحب الهوء البارد من الفناء الى كافة الحجرات التي تكون منفتحة علية بنوافذ او مشربيات كبيرة.
ج‌- استخدام الشخشيخة التي تعتبر من الحلول
العبقرية التي توصل إليها المعماري المسلم , فمن
المعروف أن الهواء الساخن يصعد إلى أعلى والبارد
يهبط إلى أسفل كما ان حركة الهواء الخارجية
بقمتها يخلق فرق ضغط يساعد اكثر على سحب
الهواء من الداخل ، وبالتالي فإن وجود هذه
الشخشيخة مع المشربية التي تنفتح على الفناء
الداخلي يضمنان التجديد المستمر لهواء الحجرات
واحتفاظها أيضا بهواء لطيف رطب معظم الوقت.
ح‌- وهنلك عنصران آخران وجدت بهما اختلاف بالمفهوم بين المعماريين العرب وهما الملقف والبرجل ، وقد شاع استخدام العنصرين ببلادنا ولكن تميز الملقف بان وجد بالمناطق الجافة والرطبة بينما البرجل وجد بالمناطق الرطبة فقط – وقد نشأ ذلك الاختلاف بسبب ان الملقف يمكن ان يكون برج او ايوان او تشكيل معماري افقي او رأسي ووظيفتة اجبار تيار الهواء للانقياد لمكان ما داخل المنزل ويكون من اتجاه واحد وهو يأتي بثلاث اشكال:
+ برج مقفل مربع او مستطيل مقفل من جوانبة الثلاث ومفتوح من جهة واحدة مواجهة للرياح السائدة والمرغوب بيها – يقوم باسطياد الهواء من الاعلى واجبارة على النزول لداخل المنزل بقوة دفع الرياح.
+ تشكيل بواجهة المنزل (تجويف) يقوم باسطياد الهواء واجبارة على الدخول بفتحات تم تشكيلها داخل اطار مصيدة الهواء.
+ تشكيل بكتلة البناء لاجبار الهوء للنزول الى فناء داخلي – حيث يتم خفض سقف جزء من المبنى المواجه للرياح السائدة ورفع منسوب بقية الجهات المحيطة للفناء مع تشكيلات تجبر الهواء للهبوط للاسفل ، ويمكن ان يتم ذلك بتأثير اقل باستواء منسوب كل الاسطح معتمدين على المسافة بينهم (مقدار طول الفناء المواجة للرياح السائدة).
اما البرجل فهو عنصر معماري يعمل على اصطياد الهواء البارد من ارتفاع عالي (حيث يوجد تيار هواء اسرع يعادل ضعف سرعة التيار بالطابق الأرضي على الاقل ويصل ارتفاعة من 8-50متر– ويساعد على اصدياد التيارات الهوائية من الاربع جهات (مفتوح من اربع جهات) ويقوم على استبدال الهواء الحار بهواء رطب بالحجرات التي يثبت بسطحها من خلال خاصية هبوط الهواء البارد وصعود الحار بأن واحد ، وقد اشتهر هذا العنصر بالمدن المطلة على الخليج العربي.

----------------------------------------------
2- المعالجات المعمارية للمناطق الحارة الرطبة (الساحلية)
ينعكس معنا الوضع بالمناطق الرطبة حيث تكون الحاجة للتخلص من الرطوبة داخل الحجرات وتشترك مع المناطق الجافة في الحاجة لخلق تيار هواء بارد وحماية الحجرات من انتقال الحرارة الخارجية لها هي اساس المعالجات المعمارية التي لجأ اليها المعماري – فنجد بهذه المدن الرطبة المعالجات المعمارية التالية:
أ‌- للحماية داخل المبنى من الحرارة الخارجية نجد بتلك المدن زيادة سمك الحائط الخارجي للمباني والذي يقوم على تخزين الحرارة بالنهار وفقدها بالمساء قبل ان يبدأ وصولها للحجرات ، وببعض المناطق نجد استخدام تكسيات خشبية (رواشين ومشربيات) تغطي معظم الواجهة لحمايتها من التسخين بواسطة اشعة الشمس المباشرة.
ب‌- نجد بالمنطقة الغربية من السعودية كبر حجم الفتحات بالواجهات الخارجية وخصوصا بالأدوار العليا - وذلك للاستفادة من تيار الهواء العالي والذي كون اسرع وبرد والذي يساعد على تجديد الهواء بشكل سريع للتخلص من الرطوبة اضافة الى تبريد الجسم حيث أن زيادة سرعة الهواء يرتفع معدل إنتقال الحرارة من الجسم إلى البيئة المحيطة،كذلك تزيد سعة البخر للهواء أي كمية بخار الماء أو الرطوبة التي يستوعبها الهواء، ومن ثم يزيد التأثير التبريدي الذي يحدثه بخر العرق على الجلد ، ومن الوظائف التخلص من الرطوبة.ومنها أيضاً تبريد المنشأ،إذ يختلط الهواء الخارجي الداخل بالهواء الداخلي فتنتقل الحرارة بينهما طبقاً للفرق بين درجتي حراراتيهم.
بينما بالشاطي الشرقي نجد قلة وصغر حجم الفتحات بالواجهات الخارجية والتركيز على الانقتاح نحو الفناء الداخلي .
ت‌- انخفاض ارتفاع سقف الحجرات لتقليل حجم الهواء بالحجرة لتسهيل عملية تجديدة (للتخلص من الرطوبة باسرع وقت) .
ث‌- توظيف الفناء الداخلي كمصدر تهوية طبيعية من خلال عمليتين :
+ استخدامة كملقف للهواء حيث يتم هبوط الهواء البارد الية من الاعلى – وتوجية الفتحات نحوة باتجاه الرياح السائدة.
+ ويستخدم ايضا لتفريغ هواء الحجرات التي يتم تزويدها بالهواء بواسطة ملقف او برجل خاص.
ج‌- كما نجد الشخشيخة والملاقف بكافة اشكالها والبراجل متواجدة بهذه المنا طق للمساعده في تجديد الهواء.


مبان حديثة ومبان خضراء(قديمه)

مبان حديثة ومبان خضراء(قديمه)

العمارة والبيئة:

عند قيام أي معماري بتخطيط وتصميم مبنى او حي سكني او مدينة فهو يعتمد ذلك على مجموعة قوانين ميكانيكية معقدة اضافة الى مجموعة قوانين اخرى والتي هي اقل تحديدا وهي العلوم التي تتعلق بالانسان في بيئته ومجتمعه.
كمثال على هذه العلوم والتي هي ليست اقل قيمة للمهندس من القوانين الميكانيكية:
* علم الاجتماع
* علم الاقتصاد
* علم المناخ
* نظريات الحضارة والجمال والعمارة
* دراسة الحضارات

ان الهدف من وراء استعمال وتطبيق القوانين الميكانيكية هو ضمان صمود العمارة وتوفير الحماية لسكانها من العوامل المختلفة المحيطة بهم, وضمان قربهم من الشوارع والمراكز العامة والخ...
هذه الامور هي مبادئ اساسية التي يجب ان تقوم عليها كل بناية وان لم تتوفر لما قامت أي بناية. ومن الجدير بالذكر ان المباني تتأثر بالبيئة وشكلها يتعلق بالعوامل المرتبطة بالمناخ الموقعي والبنية المحيطة اكثر مما تتأثر وتعتمد على العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية, وهذا بالرغم من اهميتها.

تأثير المناخ على الشكل المعماري:
كما هو معلوم وواضح للعيان ان شكل البناء الخارجي يتأثر بالمناخ, فمثلا نرى في مصر والعراق والهند وباكستان الابهاء المسقوفة والعميقة والشرفات البارزة والبروازات السقفية التي تلقي ظلالا طويلة على جدران المبنى والتي تملأ الفتحات الكبيرة, وكذلك الفتحات الخشبية فيها مشبكات خشبية او رخامية تخفف من ةهج اشعة الشمس وتسمح لنسيم الهواء العليل بالمرور من خلالها.
هذه الطريقة بالاضافة الى انها قد قللت من الحر وساعدت الانسان في عملية تأقلمه مع المناخ فهي اعطت جمالا ورونقا للبيت نفسه, واما اليوم فهناك وسائل حديثة مستعملة.
اما في اوروبا حيث الامطار الشديدة فنلاحظ انحدار سقف البيت, حيث كلما كانت المنطقة شديدة الامطار يكون انحدار السقف اكبر, واما في الجنةب حيث المنطقة معرّضة للشمس اكثر فيقل الانحدار.
ومن الجدير بالذكر ان هذه السقوف المنحدرة تظل نافعة لطالما ظل السكان يستعملون مواد البناء الطبيعية مثل القصب والاعشاب التي تسمح للهواء بالمرور من خلالها, ولكن سكان هذه المنطقة بدؤوا بإستعمال مواد حديثة للبناء مما ادى الى زيادة درجة الحرارة الى حد لا يطاق وهذا لان الجدران المبنية من الحديد لا تسمح بدخول الهواء من خلالها.































البناء الحديث:

المواد المستعملة في البناء:
عندما نخرج من بيوتنا نجد انفسنا امام عالم من التطور, وسط العمارات الشامخة الرخامية ذات القرميد الاحمر والحجر الابيض المصقول ونستذكر بذكريات الماضي ايام كان البيت مبني من حجر وطين وقش, وهذا ورغما عن ان الاغلب اليوم يفضل بيوتنا الحاضرة المتطورة.
ان البنايات الحديثة التي نحبها مبنية من مواد كثيرة ومنها الحديد والاسمنت والرمل والاخشاب والحجارة والحصى والقرميد والخ...ونستخدم في عملية البناء الكثير من ادوات البناء المتطورة التي تسبب ازعاجات كبيرة لنا وللبيئة مثلا:
* الحديد, الحديد يعتبر من الاساس او القاعدة التي يقوم عليها البيت وهو يجلب بكميات كبيرة جدا التي تكلف باهظا.
* الاخشاب, هذه الاخشاب تستعمل في مراحل البناء المتنوعة وهي كما معروف من الاشجار الموجودة في الطبيعة وبالتالي يتم تشويه المنظر الطبيعي والمساهمة بذلك في زيادة ظاهرة الدفيئة التي تهدد الانسانية.
* الاسمنت, وهي المادة التي يستعملها البناء بكثرة خلال عملية البناء ويتم الحصول على الاسمنت بعد دمجه بالماء والحصى وبهذا فيتم تلويث الطبيعة وبالاخص الهواء فالاسمنت قبل ان ينتج يكون في اكياس خاصة على شكل مسحوق الذي من الممكن ان يتطاير في الهواء الامر الذي يؤدي الى امراض مختلفة.
* القرميد, وقد اصبح احد الامور الاساسية في البيوت الحديثة والتي تضفي رونقا خاصا ولكن وكما هو معروف فالقرميد لا يصنع في البلاد وانما هو مستورد لك فإحضاره يكون عن طريق البواخر من دول اوروبا الامر الذي يؤدي الى تلويث البيئة من عدة نواحي مثلا كالتلوث الضوضائي والهوائي والمائي اضافة الى تكلفته الباهظة.
* الحصى والحجارة, وهي تؤخذ من الجبال حيث تعمل الكسارات في الجبال على تكسير الحجارة التي في الجبل وبالتالي يتم تشويه منظر الجبل الطبيعي اضافة الى ان البناء ليس ملائما للسكن في الداخل فهو بحاجة لان يحضر ويجهز من الداخل ايضا بالبلاط والاخشاب والخ... والاهم من ذلك الادوات الكهربائية المختلفة التي تستهلك الكثير من الطاقة وهذا لكي يتمنك الانسان من الحياة براحة وكل هذا بسبب ان البيت الحديث لا يتأقلم مع البيئة وبحاجة لهذه الاجهزة التي تساعده على التأقلم مثل المكيّف الهوائي والبرادات




هل تتكيّف المباني الحديثة مع البيئة بشكل طبيعي؟

ان المباني الحديثة ذات المواد المستوردة من خارج البلاد لا تتكيف مع البيئة بشكل طبيعي وظروفها ليست ملائمة للانسان حيث انها مثلا باردة في الشتاء وحارة في الصيف ةهذا المر يحدث لعدة اسبا واهمها انه لكي ينتج لدينا بناء الذي يتكيّف مع البيئة والمناخ, يجب استعمال مواد طبيعية المتواجدة في منطقة البناء نفسها وذلك لانه لو احضرنا مواد مستوردة( من بيئة اخرى) فسوف لن تشكل ظروفا ملائمة للانسان لكي يعيش بها وهذا لان البيئة التي هي موجودة بها ليست بيئتها الطبيعية.
المواد الكثر ملائمة لبيوتنا هي الحجر والطين والقش كما اعتاد اجدادنا ان يبنوا بيوتهم في الماضي حيث ان هذه المواد متواجدة بوفرة في محيطنا وبيئتنا ويمكن استغلالها لبناء البيوت, اضافة الى انها تساهم في عملية تأقلم البيت مع المناخ بعكس الحديد الذي لو استعملناه في البناء لاصبحت لدينا درجة حرارة مرتفعة جدا( في الصيف) وهذا لان الحديد ماص للحرارة وبينما لو كان البيت مبني من حجر وطين لكان مريحا للانسان اكثر وتكون عندها درجة الحرارة ما بين(25-20) وهي الاكثر ملائمة للانسان كما هو معروف ومتفق عليه.
ولكن وكما هو معروف وواضح لنا ان مجتمعنا يفضل المباني الحديثة على المباني القديمة فبتنا لا نرى بيتا عربيا تقليديا الا في الاسواق القديمة التي بقيت على حالها دون ان تمد اليها يد البشر لتدميرها والمحافظة عليها ولهذا السبب فبيوتنا بحاجة الى وسائل اصطناعية التي وظيفتها الاساسية هي توفير الراحة الجسدية وبالتالي النفسية للانسان وكمثال على ذلك: المكيفات الكهربائية ووسائل الاضاءة وغيرها والتي بدورها لها الكثير الكثير من السلبيات.













هل تؤدي المباني الحديثة الى تلوثات للبيئة؟

* تلوث ضوضائي:
ان المباني الحديثة ليست ملائمة للبيئة وبالتالي هي ملوثة ومشوهة لها من عدة نواحي ومنها التلوث الضوضائي.
ان العمارة الحديثة تلوث البيئة ضوضائيا من خلال عمليةبناءهاوهذا بسبب الالات المستعملة في بناءها وبسبب عدم الوعي من قبل البنائين لمشكلة الضجيج وتأثيره على العامل وعلى الانسان الذي يعيش بالقرب من منطقة البناء لذلك فقليلا ما نسمع او نجد بنّاء يجبر عماله على وضع سماعات على اذانهم او يقوم بصيانة دائمة لالاته او يحوط منطقة البناء بمواد عازلة تمنع تسرب الضجيج الى خارج منطقة البناء.
واما الضجيج الناتج بعد انهاء عملية البناء فهو ليس اقلاهمية وسبب هذا الضجيج هو من سكان البناية انفسهم ومن الالات التي يستعملونها في البيت من الادوات الكهربائية على انواعها كالمكيفات الهوائية والبرادات واجهزة الراديو التي تسبب في الكثير من الاحيان الكثير من المشاكل الصحية والنفسية للانسان.
* تلوث هوائي:
المباني الحديثة تلوث الهواء بكثرة ولهذا فهي تسبب لنا الكثير من الامراض الرئوية وغيرها. فعندما نبني بناء حديث فيتم استيراد معظم المواد من الخارج طريق الباخرات التي تطلق دخانا كثيفا الى الجو وهذا يؤدي الى تلويث الهواء, اضافة الى اننا بحاجة الى الاخشاب في عملية البناء والتي تقطع من الاحراش وبالتالي نكون قد دمرنا المنظر الطبيعي وساهمنا في حدوث واستمرار بقاء ظاهرة الدفيئة حيث اننا منعنا من تلك الاشجار التي نقطعها من القيام بعملية التمثيل الضوئي وبالتالي انتاج الاكسجين ومن هنا فنحن نؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وايضا الى ذوبان الاقطاب وكذلك الى زيادة تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو.
واما في خلال عملية البناء فتنتج كميات كبيرة من الغبار التي تتطاير مع الريح ملوثة الجو والهواء, اضافة الى ذلك فان استعمال الاجهزة في البناء تطلق دخانا الى الجو في خلال عملها وكذلك في خلال وصولها الى مكان العمل.
* تلوث مائي:
ان المباني الحديثة تؤدي الى تلوث مائي ايضا حيث انه كما ذكرنا سابقا بأن الكثير من مواد البناء تجلب عن طريق البواخر من خارج البلاد واستعمال الباخرة يؤدي الى تلويث الماء عن طريق محرك الباخرة الذي يصدر غازات ودخان والذي يؤدي بدوره الى موت الكائنات البحرية والى تغيير في سلوكها.
اضافة الى ذلك فالمصانع والتي تعتبر احد الامثلة على الابنية الحديثة فتستعمل المياه كوسيلة لتبريد اجهزتها الساخنة وبعدها ترجع المياه الى البحر ساخنة الامر الذي يؤدي الى تلويث حراري.

* التلوث الناتج عن الفضلات الصلبة:
خلال عملية البناء ينتج الكثير من الفضلات الصلبة مثل الحديد والحجارة والكرتون وادوات البناء التالفة على انواعها وكذلك اكياس واوراق والتي بعد الانتهاء من عملية البناء يتم عادة القائها في احد الاحراش البعيدة( رغما عن ان هذا الامر غير قانوني) مما يؤدي الى تشويه المنظرالطبيعي للحرش وايضا الى تلويث المياه الجوفية في حال تساقط الامطار.
واما بعد الانتهاء من البناء, عندما تصبح البناية مسكونة بالعائلات المختلفة فتبدأ الفضلات الصلبة بالتكاثر والازدياد حيث ان كل شخص في البناية ينتج تقريبا 2.3 كغم من الفضلات الصلبة, هذا الامر يؤدي الى تراكم الفضلات الصلبة والتي بدورها عبارة عن مشكلة بيئية ضخمة ويجب التغلب عليها بشتى الوسائل الصحيّة والمحبّة للبيئة وهذا بالرغم من تكلفتها الباهظة.
* التلوث الاشعاعي:
هنالك العديد من المباني الحديثة في البلاد وكمثال على هذه الابنية: المستشفيات ومراكز البحوثات والبيوت السكنية والفنادق والمطاعم والمجمعات والمدارس وغيرها.
واما المستشفيات ومراكز الابحاث فهي مسبب اخر لتلوث البيئةة وهذا التلوث يدعى التلوث الاشعاعي وهذا مثلا لان مركز الابحاث النووية يطلق الكثير من الاشعاعات يوميا نتيجة للتجارب الكثيرة التييقومون بها. هذه الاشعاعات تؤدي الى امراض عديدة ومضرة جدا للانسان,الحيوان والنبات التي يصعب التغلب عليها فهي احد الاسباب الرئيسية لامراض السرطان.
لهذا وفي النهاية نرى بأن البناية الحديثة تلوّث البيئة كثيرا وتضرها الى اقصى الحدود وعندما تضر بالبيئة فهي تضرنا نحن(الانسان)ايضا, هذا التلوث للبيئة ينتج خلال عملية بناء هذه المباني وبعد الانتهاء منها. تلوث البيئة هذا من تلوث ضوضائي, مائي, فضلات صلبة, هوائي, اشعاعي وغيرهم لن يتوقف ابدا لانه كلما تطورت الحياة اكثر كلما ازدادت التلوثات اكثر ولكننا يجب ان نكون واعيين اكثر لمشاكل البيئة ونتصرف معها بجدية كأي امر يشكل خطرا على حياتنا وهذا لنتجنب الاضرار الناتجة عن التلوّثات وبالتالي نقللها ايضا.








البيت القديم
المواد المستعملة في البناء:
لقد استغل الانسان في الماضي المواد الطبيعية التي زوّدته اياها الطبيعة القريبة منه واستعملها لبناء بيته ومنها:
* التراب والطين:
لقد كانوا يستعملون جميع الاصناف من التربة المتواجدة وهي: البيضاء, الحمراء والسوداء ولكن الاكثر انتشارا كانت التربة البيضاء حيث اقيمت عليها اغفلب واكثرية بيوتنا العربية او بالقرب منها وهذا لحاجة الانسان لها, واما عن الطين فقد كان يستعمل بكثرة للبناء خاصة الجدران والسقوف الامر الذي ادى الى سمك هذه الجدران والسقوف, وقد استعمل الطين ايضا لسد الفراغات بين الحجارة الغشمية في الحائط.
* الحجارة:
هنالك عدة انواع من الحجارة وهي:
الغشمية, المقصبة, المدقوقة والمنحوتة. وقد استعملت هذه الاحجار بجميع انواعها وخاصة في البيوت التي بنيت على الجبال وهذا لكي يثبت البيت طويلا ولا ينهار بسرعة وهذه الحجارة وهي الاساس الجيد لبيوت تبقى لسنين طويلة وهي تستعمل في بناء الجدران مع المواد اللاصقة والسقوفكذلك عوضا عن الاخشاب بين القناطر على شكل الواح, اضافة الى انه يستعمل كبلاطا للحوش وقيعان الدور.
* الرمل والحصى:
الرمل والحصى اضافة الى الفخار والكلس والطوب والحجارة هي من المواد المستعملة في البناء قديما حيث كان القروي يعرف الحجارة التي تصمد امام عوامل الطبيعة القاسية فيختارها لاستعمالها في البناء واسماها حسب المنطقة التي يسكنها مثلا البعني, الدير ياسيني, البقيعي وغيرها.
وقد كان هناك حجرا قاسيا جدا ذو بريق يدعى( المزي الاحمر) ولم يستعمله سوى الاغنياء حيث كان غاليا جدا واستعمل لبناء القصورالملكية.
* النباتات على انواعها:
النباتات على انواعها كانت مادة اساسية فقد استخدم القروي الجذوع والغصون والفروع وهذا لعدّة امور منها: تخشيب السقف محمولا على قناطر كما وانه مادة الطوبار اساسية ولا غنى عنها ومادة لصناعة الادوات الزراعية. واما عن افضل انواع الاخشاب فكانت المصنوعة من الزيتون والسنديان والزنزرخت.
* سيقان النباتات الحولية او غير الحولية:
سيقان هذه النباتات تم استعمالها في صناعة الاحصر التي استعملت كجدران صيفية في العرش.



* التنك:

وقد كانت مادة كثيرة الاستعمال واصبحت جزءا من( الباكية)- الحائط, سقفا, قطعا ومخارج للمداخن فوق الاسطح وكذلك قصت ولفت بأشكال تناسب القساطل وهذا بعد انفصال مهنة النحاس عن الحداد. وما زالت هذه المادة مستعملة من قبل الفقراء في دول العالم الثالث وهذا لانها مادة رخيصة وفي
مستطال اليد.
* الاسمنت:
وهو مادة بناء حديثة فعمره لا يتجاوز 130 عاما وفي الماضي اقتصر استعمال الاسمنت على الاغنياء فقط واما اليوم فهومادة اساسيةلعملية البناء في مستطال يد الجميع.

ومن المهم جدا بذل عناية في اختيار مواد البناء المستعملة وسمكها بحيث يتناسب ذلك مع خواص المادة الفيزيائية وذلك بالنسبة للتوصيل الحراري والمقاومة الحرارية.
فمثلا اذا كانت الحرارة في الخارج عالية جدا فيجب العمل على اختيار مادة طبيعية ملائمة التي تقلل من الحرارة في البيت وتجعلها مريحة للانسان اكثر وليست نفس الحرارة الخارجية.












كيف يؤثر التصميم المعماري لتوفير مناخ موضعي مريح؟

عندما يقوم المعماري بتخطيط لمناطق حارة وجافة اودافئة ورطبة تواجهه مشكلتان رئيسيتان وهما:
1. تأمين وقاية من الحر
2. توفير تبريد كافٍ
الشمس وهي المصدر الرئيسي للضوء وللحرارة على الارض تقوم بتكوين عناصر المناخ الثانوية من رياح ورطوبة التي تؤثر في راحة الانسان الفيزيولوجية. وهذه العوامل تعتمد في تكوينها على تضاريس الموقع وطبيعة معالمه السطحية.
هذا ويؤدي التفاعل بين الذي يحدث بين مصدر الطاقة الهائل والتأثيرات الناجمة عنه وبين المعالم الطبيعية للمكان الى خلق ما يدعى بالمناخ الموضعي والذي هو علم الارصاد الجوية.
وتحدث البيئة العمرانية ايضا تغييرات في المناخ الموضعي حيث تؤثر عملية بناء الابنية وتوزيعها واتجاهها بالنسبة للشمس في خلق مناخ موضعي خاص بكل موقع, كما هو معروف لجميعنا ان هناك تفاوت ملحوظ من ناحية مناخية بين هذه التوزيعات.
وعلى كل مصمم معماري ان يتصرف على موقع البناء وتشكيله الفراغي وذلك من اجل اتخاذ القرارات التصميمية الصائبة بحيث لا يقع في اي خطأ كأن يضف عنصر معماري يؤدي الى زيادة درجة الحرارة او تقليل الرياح.








ما هي وظائف البيت القروي؟
لقد كان البيت القروي مسكنا ومخزنا, والبيت مكانا لنوم العائلة وقد كان ابناء العائلة ينامون على فرش على الارض مصنوعة من السمار ووالحلف والبابير وغيرهم من نباتات ضفاف الانهار والمستنقعات وكانت المرأة تفرش الحصر في المسء وتضع الاغطية فوقه ومع الصباح كانت(تشهل) اي ترفعه وتضعه في اليوك اي الخزانة وهي كلمة من اصل تركي.
زامت الديوان وهو المضافة فقد كان يسمى الدوشك او المد وقد كثرت في البيوت الدرزية. وكانت على الجدران رفوف او صوافير مصنوعة من الطين او الخشب وهذا لتوضع عليها ادوات الطبخ.
واما في الجهة الغير مقابلة للباب يتواجد الداخون وهذا لكي يتم الطبخ عليه وكذلك الغسيل والتدفئة في ليالي الشتاء الطويلة, والداخون يضيق كلما ارتفع الى الاعلى ويعلق عليه الكشتبان والابرة وغيرهم من الادوات الصغيرة وهذا على الرفوف الصغيرة التي عليه وذلك خوفا من ضياعها.
واما المسرجة(السراج) فيوضع على اسكفة من طين في وسط الداخون الاسفل من الخارج او من الداخل فوق الوقد مباشرة.
واما القنديل فيوضع على(الاسكفة) في وسط الداخون وهذا بهدف اضاءة البيت بأكمله.
السدة كانت تعتبر كمكانا لخزن الزيت والمؤن وغرف النوم للضيوف,او للازواج الشابة. وكما لم يكن فيها اي داخون للتدفئة نظرا لقلة ارتفاعها. وغالبا ما يكون البيت مكانا لخزن المؤن فيتم مثلا خزن الماء في جرار فخارية لتحافظ على حرارتها عند مصعد المصطبة لتكون على مقربة من الشاربين واما العسل والسمن فيوضع في زلع زجاجية كانت قد اعدت لها في خزائن صغيرة في الحيطان.
واما الاصطبل او قاع الدار وهو الجزء المخصص للحيوانات التي اساعمل للعمل من طيور ودجاج وفرس وخيول. وكان في طرف كل اصطبل ما يسمى بالمتعب وهو عبارة عن مخرج لبول الحيوان الى خارج البيت.

واما السقف فله عدة وظائف وهي:
1. تعليق صنادل او كبوش الدخان بعد جفافه.
2. النوم في عريشه او حتى بدونه.
3. نشر البرغل والتين والعنب والزبيب.
4. خزن الحطب ومواد الوقود.
- واما المسطح فهو مائل الى جهة واحدة وذلك لكي تسير المياه الى المزاريب وهو يكون اما من خشب منقور او حجر منحوت او قطل زنك.
واما الحوش فقد كان واسعا ويسمح بالتوسع العمراني غالبا حيث كان خاليا سوى من شجرة التوت التي تمتد اغصانها الى السطح لتظلله.
في البيوت الجبلية ذوات الاسقف الخشبية( سدة او راوية) وفي طرف السدة المواجهة للمصطبة بنيت الكوابر وهي اماكن لحفظ الحبوب وهي مصنوعة من القصب والطين.

كيف يتم تأقلم البيت القديم مع البيئة؟

1. أثر الرطوبة:
لقد كان مسكن العرب في الماضي هو الصحراء وكما هو وعروف فالصحراء تعتبر مكانا قليل المياه ولهذا السبب فالقروي( ساكن تلك المناطق) يقدر الماء كثيرا وينتقل حيث يتواجد الماء بكثرة, فالماء هو باهث سرور وراحة نفسية اضافة الى انه سببا في زيادة الرطوبة وتحسين الظروف الملائمة للانسان ومن هنا فالنافورة هي من الامور الاساسية في البيوت العربية التي تضفي جمالا ورونقا على البيت وتزيد من الظروف الملائمة للحياة وللسكن.

* النافورة:
النافورة او الفسقية توضع في وسط الفناء بحيث تطل عليها الايوانات وقاعات الجلوس. للنافورة شكل رمزي يتكون من مربع محيطه الداخلي ثماني او سداسي, واما عن المثلثات التي تتكون عند زوايا المربع فتكون مفرغة من الداخل على شكل نصف دائري بحيث يصبح شكل الحوض من الداخل مماثلا للشكل الذي يتكون عند وضع القبة. ويرمز بها الى السماء حيث يصبح مظهر النافورة قريبا من السماء ويعطي منظرا جميلا للبيت.






*السلسبيل:
وهو عبارة عن لوح رخامي متموج المظهر ومستوحى من حركة الماء او الريح ويستعمل عند انخفاض الضغط بحيث لا يكفي لدفع المياه الى رأس النافورة.
يوضع اللوح داخل كوة من الجدار مقابلة لغرفة وبشكل مائل مما يسمح للماء بأن يتقطر فوقه وهذا لتسهيل عملية التبخر وزيادة رطوبة الهواء هناك.
بعد ان تصل المياه الى اللوح الرخامي تنساب في مجرى رخامي حتى تصل الى موضع النافورة في وسط البيت ومن الممكن اعتبار السلسبيل نافورة انتزعت من منبعها ولربما هذا السلسبيل اذا ظهر فهو يظهر قدرة المعماريون الكبيرة على ابتكار ما هو جيد وجميل في نفس الوقت.


2. اثر الشمس:
التظليل:
ان التوجيه الامثل للمباني المنفردة وصفوف المساكن المتصلة جانبيا يتحقق بوضع جانبها الطويل بإتجاه(شرقي- غربي), الا ان هذا الامر ليس من السهل تطبيقه على مخطط كامل للمدينة او قطاع منها وهذا لعدة اسباب منها:
1. على الابنية المنفردة او/و المساكن المتصلة جانبيا ان تنتظم بإتجاه الشوارع او المساحات التي تتفاوت زوايا انحرافها عن الشمال, الامر الذي يجعلنا بحاجة الى وسيلة مناسبة للتظليل من الشمس وهذا الشيء يتعلق بكل حالة على حدة.
2. احيانا يكون قطاع من الابنية اتجاهها(واجهتها) الى الغرب او الى الشرق فتظلل هذه البنايات بعلوها ولكن المشكلة هنا تكمن في ان على المعماري الاهتمام بأن يتاسب ارتفاع البنايات ارتفاع البنايات مع عرض الشارع وزاوية الشمس عن الافق.
3. اذا كانت للمبنى واجهة تطل على الغرب فيكون الوضع سيئا للغاية وبحاجة لوسائل تظليل شديدة.






الواجهات:
هنالك اربعة واجهات وهم الشمالية, الجنوبية, الشرقية والغربية.
1. الواجهة الشمالية:
هذه الواجهة اقل تعرضا للشمس فهي لا تتعرض للشمس الا لاشعة قليلة في ساعات النهار المبكرة والمتأخرة في ايام الصيف والتي تكون فيها زاوية الارتفاع عن الافق منخفضة وتكون زاوية الانحراف قد بلغت درجة الحرارة التي تكاد ان تصبح عندها الشمس ملامسة لصفحة الجدار وما يميز هذه الواجهة هي شدة الضوء الجيدة التي تتيح القراءة بشكل سهل كما ولو يوجد اضاءة.
2. الواجهة الجنوبية:
من ناحية الشمس ففي المناطق الاستوائية الشمس تكون عالية جدا فوق الافق في فصل الصيف لهذا فهذه الواجهة تقلل من الاشعة الواصلة الى البيت عن طريق المظلات, واما في الشتاء فتدخل اشعة الشمس الى داخل البيت عبر الواجهة لان زاوية الارتفاع عن الافق تكون قليلة جدا وبذلك تجذب معها الدفئ الى داخل البيت.
واما من ناحية الرياح فهي لم تثبت نجاحا كبيرا حيث ان الرياح لا تهب عالية وهذا لان اتجاه هبوب الريح في نصف الكرة الشمالي يكون شماليا ولكن رغم ذلك ابتكر سكان البيت العربي طرقا لإدخال الريح الى بيوتهم وذلك مثلا ببناء الملاقف والمشربية ومهرب الرياح.
3. الواجهتان الشرقية والغربية:
الواجهة الشرقية تتعرض لاشعة الشمس وحتى الظهرفقط ولهذا فما ان يحل المساء حتى تفقد الجدران الكثير من حرارتها وهذا الامر يجعلها ملائمة اكثر لاماكن النوم من الواجهة الغربية.

3. الفتحات:
وهي الفتحات التي تستعمل كنوافذ وقد كانت لهذه الفتحات عادة ثلاثة وظائف وهي:
* إدخال نور الشمس المباشر وغير المباشر.
* إدخال الهواء.
* توفير المنظر.
ان هذه الوظائف الثلاث للنوافذ تعمل جميعها عادة في الاقاليم المعتدلة الا انه في المناطق ذات المناخ الجاف والحار فمن الصعب جدا ان نجد الثلاث وظائف تعمل سوية وفي نفس البناء ولهذا السبب تم ايجاد عدة حلول للقيام بكل وظيفة على انفراد.

4. الستائر المعدنية:
وهي عبارة عن وسيلة لحجب اشعة الشمس من الدخول الى البيت وهذه الستائرمكونة من اضلاع صغيرة عرضها من (4-5 سم) وهي تثبت بعضها بجوار بعض في اطار خشبي في زاوية معينة ومن الممكن تحريك هذه الاضلاع وبالتالي الزاوية ايضا وعندها نستطيع تنظيم اشعة الشمس الداخلة للبيت وكذلك الهواء المتدفق للحجرات ومن الممكن حجب اشعة الشمس دون اعاقة النسيم الذي يهب من الجهة الشمالية الغربية, وهذا في اغلب المناطق ذات المناخ الحار الجاف, واضافة الى ذلك فهذه الستائر عند شدها فهي تمنع دخول الضوء وتحجب الرؤية من داخل البيت الىالخارج واما عن سيئات هذه الستائر المضلعة الحاجبة فهي:
* احيانا تكون مصنوعة من المعدن وكما هو معروف فالمعدن هو مادة التي خواصها الفيزيائية- قدرتها على الامتصاص وستيعاب الحرارة وبالتالي نرفع من حرارة الغرفة.
* في ايام الصيف الحارة عندما نريد ادخال الهواء البارد الى الحجرة يمكن فتح الستائر بإتجاه الشخص الجالس ولكننا بذلك لا نستطيع منع دخول اشعة الشمس الى الحجرة.

5. كاسرات الشمس:
وهي وسيلة للتظليل من اشعة الشمس وهي تعتبر حديثة العهد حيث تستعمل عادة لوقاية الواجهات الزجاجية من الشمس. وهي تشبه الستائر المعدنية كثيرا, الا ان سمك هذه الكاسرات الشمسية هو ما بين(40-4سم) وبهذا فلديها القدرة على استيعاب اشعة الشمس وخفض هذه الاشعة الى الثلث فقط.
ولكن لهذه الكاسرات الشمسية سيئات ايضا وهي:
* لقد ذكرنا ان لديها قدرة على اخفاض الاشعة المكتسبة الى الثلث ولكنها بذلك تمنع اشعة الشمس من الدخول اي تمنع من وجود ضوء وتعرقل الرؤية الى الخارج.
* إنّ كاسرات الشمس سميكة جدا والمسافات بينها كبيرة وهذا لتحجب الشمس اكثر ما يمكن مما يشوّه المنظر ويعطي وهج مزعج.
- ولكن رغم هاتين السيئتين فمن الممكن لنا ان نجد طرق للتحسين منها فمثلا ممكن تجميل منظر الواجهة والبحث عن حل ملائم للتقليل من الوهج.


6. السقف:
سقف البيت هو احد عناصر البيت الاساسية في البيوت العربية التقليدية القديمة والبيوت الحديثة الا ان مواد البناء تختلف بينهما وهناك نوعان اساسيان من الاسقف وهما:
السقف المنبسط: عندما تكون درجة سخونة الهواء في الخارج اعلى منها في الداخل فان السطح الخارجي للسقف والذي هو معرض للشمس بشكل مباشر يمتص هذه الاشعة وهذا لاتصاله بالحرارة الصادرة عن الهواء الخارجي وبالتالي فالسطح الداخلي يسخن ايضا( السطح الخارجي ينقل اليه الحرارة), الامر الذي يؤدي الى تسخين الهواء الداخلي وهذا بدوره يؤدي الى امتصاص الحرارة من قبل الاشخاص الذين في الحجرة, او الاشياء الموضوعة في الحجرة وتصبح عندها غير مريحة للمعيشة بسبب درجات الحرارة غير الملائمة للإنسان. ولكن هناك الكثير من الحلول لهذه المشكلة:
* بناء سقف مزدوج تفصل بين جزيئيه طبقة رقيقة من الهواء.
* نغطي السقف بالطوب المفرغ.
* استخدام مواد لعزل السقف مثل السيتروفوم.
- ولكن السيئة الوحيدة هي ان الامر مكلف اقتصاديا.
السقف المائل: السقف المائل هو احدى الطرق للتأقلم مع درجات الحرارة والمناخ وله العديد من الافضليات منها:
* عندما يكون السطح مائل فان ارتفاع جزء من المساحة الداخلية يزداد بشكل كبير وبالتالي يوفر المجال للهواء الدافئ الذي تقل كثافته ويرتفع الى الاعلى ويكون بعيدا عن الانسان في الحجرة وبالتالي نخفف من الحرارة.
* عندما يكون السطح مائل فإن الاشعاع الشمسي يتوزع على مساحة كبر وبالتالي تقل الحرارة المنتقلة الى الداخل.
* في السقف المائل يكون جزء مظلل والاخر حار بسبب الشمس والمظلل يمتص الحرارة من المعرض للشمس, ومن الهواء الداخلي ويعكسها للخارج ويصبح البيت ذات جال درجات حرارة ملائمة للإنسان.

7. العرش على الاسطح:
في الماضي كانت العرش على الاسطح تستعمل لعدة اهداف منها التظليل والمحافظة على درجة الحرارة الاكثر ملائمة للانسان.
وقد استحوذت هذه الاعراش التي على الاسطح على اعجاب الرحالة الغربيين الذين زاروا فلسطين فقد قال روبنسون بعد ان زار فلسطين في عامي 1838 و 1852:" سطوح بيوتها مسطحة وعلى الكثير منها اماكن للمنامة في الصيف وهي تظهر كأنها دكات من حجارة او طين تحيط بها عيدان محبوكة, وهذه اول مرة رأيت مثلها في المغار والرامة".


8. المشربية:
يأتي مصدر الاسم مشربية من اللغة العربية من الفعل شرب وتعني مكان الشرب. وقد كانت في الماضي عبارة عن حيز بارز ذي فتحة منخلية وتوضع في جرار الماء الصغيرة لتبرد بفعل التبخر الناتج عن تحرك الهواء عبر الفتحة.
واما الان فقد اصبح الاسم مشربية يطلق على فتحة ذات شبكة منخلية خشبية مكونة من قضبان خشبية صغيرة ذات شكل دائري وتفصل بينها مسافات محددة ومنتظمة بشكل هندسي زخرفي دقيق وبالغ التدقيق.
وللمشربية عدة وظائف والتي احيانا تحققها جميعها او بعضا منها وهي:
* ضبط مرور الهواء.
* ضبط تدفق الهواء.
* خفض درجة حرارة تيار الهواء.
* زيادة نسبة رطوبة تيار الهواء.
* توفير الخصوصية.
عندما نريد ان نصمم مشربية نموذجية يجب الاهتمام للمسافات بين القضبان المتجاورة وقطر كل منها وهذه المشربية مكونة من جزئين اساسيين وهما:
أ- الجزء السفلي( مشبك عريض وقضبان دقيقة)
ب- الجزء العلوي( صهريج وهو مشبك عريض ذي قضبان خشبية اسطوانية الشكل)




3. اثر الشمس في حركة الهواء:

هناك ظروف معينة التي تمكن المهندس من صنع تصاميم معيارية جديدةوالتي فيها يتم استغلال الشمس كقوة دافعة تحقق حركة مستمرة للهواء تعتمد على تيارات الحمل.
فان الهواء الدافئ قليل الكثافة مما يجعله يرتفع الى اعلى ليحل مكانه هواء بارد الذي يسخن مرة ثانية ويرتفع, هذا اذا كان متواجد مصدر للحرارة, وهذا ما يدعى بالحمل. ومن الجدير بالذكر ان هذه العملية وتيرتها تزداد كلما ازدادت مصادر الحرارة وهذه بدورها تولد مصادرهواء دائمة.
هذه الطريقة مستخدمة بكثرة في البيوت القديمة وبحسبها يتم تبريد الهواء والمحافظة على جو ملائم للانسان ومن هنا نرى كيف نستطيع ان نستغل الشمس في توليد حركة مستمرة للهواء.
ومن العناصر الموجودة في البيت العربي امرين مهمين واساسيين في عملية استغلال الشمس في توليد حركة مستمرة للهواء وهما:
* التختبوش:
لقد ادخلت بعض التعديلات على مفهوم الفناء لضمان تدفق الهواء بفعل الحمام بإنتظام, ويوجد في هندسة البيت العربي الريفي عنصر جديد يدعى التختبوش وهو الرواق, وهو عبارة عن مساحة ارضية خارجية مسقوفة تستعمل للجلوس وتقع بين الفناء الداخلي والحديقة وتعمل على اساس ان الحديقة الخلفية هي اكبر حجما من الفناء ولذلك هي اكثر تعرضا لاشعة الشمس وبالتالي فهي تسخن الهواء ويصبح قليل الكثافة ويرتفع الى اعلى ويحل مكانه الهواء البارد الذي يأتي من الفناء ويبرد التختبوش ويمر بعد ذلك الى الحديقة.
ومن الجدير بالذكر ان التختبوش يطل على الفناء الداخلي ويتصل من خلال المشربية بالحديقة الخلفية ومن الممكن كذلك استخدام هذه الطريقة في القرى او المناطق السكنية التي لا تصل اليها السيارات وهذا لاجل توفير مكان ملائم لتجمهر السكان وهذا عن طريق وضع التختبوش في منطقة بين مساحتين بحيث تكون الكبرى في الجانب المقابل للهواء وهذا لكي يساهم تباين الضغط الناجم عن حركة الرياح في خلق التيارات الهوائية.




الفناء الداخلي:

ان البيت ذو الفناء يعمل فيه الفناء كنظام تبريد وهو يستخدم لفهم التعديلات التي يمكن للمصمم استخدامها لتوليد حركة هواء مستمرة بفعل ظاهرة الحمل التي تكلمنا عنها اعلاه.
فمثلا في المناطق الحارة والجافة من العالم حيث درجات الحرارة العالية في النهار والتي تنخفض بعد الغروب لسببين رئيسيين وهما:
1. في الليل تعكس الارض الاشعة التي تكون قد سخّنت الارض في خلال ساعات النهار الحارة الى السماء وبالتالي فإن درجة الحرارة تنخفض.
2. في الليل يكون الهواء خاليا نسبيا من بخار الماء الذي من خواص قدرته على امتصاص الاشعة المنعكسة من الارض الى السماء وبالتالي رفع درجة الحرارة ولكن وبما انه متواجد بشكل قليل فدرجة الحرارة لا ترتفع بل تنخفض بفعل انعكاس الاشعة من الارض الى السماء.

في تلك المناطق الحارة الجافة تعلم الناس طرقا لتخفيض درجة الحرارة والاكثر شيوعا منها هي اغلاق المساكن من الخارج وفتحها من الناحية التي تطل على الافنية الداخلية, وهكذا تكون هناك منطقة مكشوفة للسماء وتسمى الصحن وهي تقلل من الحرارة ب 10 الى 20 درجة مئوية في ساعات الليل.
وهكذا فعندما يحل المساء يبدأ الهواء الساخن الذي سخن نتيجة لاشعة الشمس التي سخنت الارض وبالتالي الهواء الى الصعود الى السماء وهذا لان كثافته قلت ومكانه يحل الهواء المعتدل البرودة الذي له كثافة عالية مما يجعله يهبط الى الاسفل, هذا الهواء البارد يتجمع في الفناء ثم ينساب الى الحجرات ويبردها. وعندما يحل الصباح وتطل الشمس مرة ثانية وتبدأ عملية تسخين الهواء فإنه يسخن ببطئ وتبقى البرودة معتدلة وملائمة للإنسان ولهذا فبهذه الطريقة يعمل الفناء الداخلي كخزان للبرودة.
ومن هنا فقد وظفت هذه الظاهرة في التصميم المعماري للبيوت بإستخداممفهوم الفناء من اجل توفير الراحة المثلى المتعلقة بالمحيط الحراري.


4. أثر الريح في حركة الهواء:

عندما يكون جلد الانسان مبللا بالعرق وبنفس الوقت معرضا لهواء الذي درجة تشبعه للهواء اقل من درجة حرارة الجلد فعندها العرق يتبخر وبالتالي تنخفض درجة حرارة الجلد وهذا لان تحول العرق الى بخار ماء يحتاج الى طاقة وهذه الطاقة عندما يتم اطلاقها من الجسم تخفض من درجة حرارته ولكن وبعد فترة قصيرة من عملية تبخر العرق يصبح الهواء المحيط للجلد مليئا ببخار الماء لدرجة انه اصبح اكثر من درجة حرارة الجلد, فعندها يتوقّف العرق عن التبخر عن جسم الانسان مما يسبب عدم الراحة والشعور بالحر للانسان ولهذا وللتخفيف من هذا الشعور يتم إبعاد عن طريق المراوح او بشكل طبيعي عن طريق استغلال حركة الهواء وتياراته.
ومن خلال التصميم المعماري الجيد يمكن ضمان وجود حركة الهواء الطبيعية وهذا عن طريق استغلال مبدأيين اساسيين وهما:
1. التباين في ضغط الهواء الناجم عن الاختلاف في سرعة الرياح, الامر الذي يؤدي الى انتقال الهواء من المنطقة التي فيها ضغط عالٍ الى منطقة فيها الضغط منخفض.
2. حركة الهواء بتأثير الحمل والناتجة عن تسخين الهواء بواسطة اشعة الشمس وبالتالي لتقليل كثافته وارتفاعه الى اعلى وحلول الهواء المعتدل البرودة مكانه.
بهذه الطرق يتكون تيار هوائي معتدل البرودة وملائم للانسان في المساحة الواقعة بين المنطقة الدافئة وفتحة دخول الهواء المعتدل البرودة.
واما عن تدفق الهواء المعتدل البرودة بفعل الحمل فيتعلق بالفرق بين مناسي الفتحات المختلفة, فكلما زاد الفرق بين المناسيب زاد تدفق الهواء والعكس صحيح. واما في حالة كون الطقس خارج البيت فيه هواء ساكن جدا والاشخاص الذين في الداخل بحاجة لتهوئة لتوفير الراحة المطلوبة وعندها يصبح تطبيق المبدأين اعلاه امرا بالغ الاهمية لهذا تم تطوير عدّة ابتكارات لتحقيق هذه الغاية وهم:

1. حركة الهواء بفعل تباين الضغط:
تعد عملية( فنتوري) التي تعتمد اساسا على تأثير( برونولي) عنصرا هاما لفهم كيفية حدوث حركة في الهواء بفعل تباين الضغط الناتج عن حركة الرياح, ونظرية برونولي تتلخص بأن ضغط الهواء المتحرك يقل كلما تزداد سرعته, فمثلا اذا اخذنا انبوب قمعي الشكل ذو فتحة جانبية متصلة بأنبوب آخر, عن ضخ الهواء في القمع بإتجاه الطرف الاضيق يبدأ الهواء بالتسارع بسبب نقصان مساحة مقطع المكان الذي يجب ان يمر منه نفس الحجم من الهواء في الفترة الزمنية ذاتها.
وتؤدي هذه الزيادة في سرعة الهواء الى خفض تيار الهواء بالنسبة الى الضغط الجوي في الجزء السفلي من الانبوب الجانبي, وبهذه الطريقة يتم سحب الهواء عن طريق الانبوب الجانبي بفعل تباين الضغط الذي يتناسب مع مربع السرعة ويمكن استخدام هذا المفهوم بأكثر من طريقة واحدة لتوفير تيارات هوائية مستمرة في داخل الابنية. واما فيما يتعلق بحركة الهواء في الداخل الناتجة عن تباين الضغط, فيكون تدفق الهواء اكثر انتظاما في الحالات التي تعتمد على السحب الناجم عن ضغط الهواء المنخفض وليس المرتفع الذي يسببه الهواء المطلوب في الحجرة.
واحد اهم الامثلة الموجودة اليوم والتي تعمل بحسب حركة الهواء الناتجة عن تباين الضغط هو قرية القرنة بقرب الاقصر في مصر وبالاخص الرواق المسقوف في بيت الضيافية.
2. مخرج الريح:
ان تصميم مخرج الرياح يعتمد على استغلال السحب الناتج عن وجود مناطق التي فيها ضغط هواء منخفض وهذا لكي نوّلد حركة هواء منتظمة في الداخل فعند تمثيل القمع والانبوب الجانبي المستخدمين في إيضاح طريقة برنولي بالعناصر الانشائية للتصميم المعماري يمكن زيادة سرعة تحرك الهواء وتكوين تيارات هوائية في اماكن منغلفة تماما وما تزال هذه الفكرة تطبق في الادوار السفلية او في بدرومات الابنية في العراق.
3. ملقف الريح:
في البيوت القديمة احد العناصر التي تتواجد فيها هي الملقف وقد صنع الملقف نتيجة لعدم تحقيق النافذة لثلاثة وظائفها في المناطق الحارة والجافة وهي:
* تهوئة * إضاءة * توفير المطلّ
ولان هذه المناطق الحارة يحتاج الانسان الى وسائل تبريد لتخفيف شدة الحرارة وادخال الهواء البارد فيجب صنع نوافذ صغيرة ولكن هذا يقلل من الاضاءة لهذا تم ابتكار الملقف الذي هو عبارة عن نوافذ صغيرة تبنى عن علو من المبنى وله فتحة بإتجاه هبوب الريح وهذا لكي يدخل الهواء المار فوق المبنى الى الداخل وبالتالي يبرّده.
وللملقف الكثير من الفوائد منها انه بغني عن الحاجة لنوافذ عادية( لتوفير التهوئة وحركة الهواء اللازمتين) وكذلك يقلل من الغبار والرمل الذين تحملهما الرياح والتي تهب مع الرياح على الاقاليم الحارة والجافة واخيرا انها تدخل الهواء البارد الى البيت ولا تلوث البيئة.
واما عن الحل للإضاءة فهو من الممكن ان يكون مثلا عن طريق التيزانة والتي هي عبارة عن سقف للبيوت ولكنه على شكل قبة او نصف انبوبة فيها ثقوب صغيرة لإدخال الاشعة التي تعمل مثل أي ضوء مضاء في الداخل.














هل لتخطيط المدينة القديمة علاقة في المحافظة على شروط ملائمة للانسان؟

التخطيط التقليدي للمدينة وعلاقته بالمناخ:
ان الامر لواضح بأن المناخ هو عامل مسيطر في التخطيط التقليدي للمدينة, لهذا فيلاحظ وجود انتظام في النسيج الحضري في كل المناطق الحارة والجافة.
ويتميز تخطيط هذه المدن بأمرين وهما:
1. الشوارع الضيقة
2. الافنية الواسعة المكشوفة والحدائق الداخلية.
ومن الامور المميزة في الشكل العام لمخطط المدينة في شكل عام هو وجود الافنية الواسعة والتي تعمل كخزان للهواء المعتدل البرودة وكذلك الشوارع الضيقة التي هي دون مخرج.
نلاحظ كذلك ان المدينة القديمة كانت بيوتها مبنية من المواد المحلية مما جعلها تبدو ملائمة للبيئة التي حولها وايضا غير ملوثة لها وتلائم للحياة الانسانسية فيها حيث تجمع شروط ملائمة من درجة حرارة ورطوبة وإضاءة والخ... وكذلك فهي بعيدة عن ضجيج السيارات التي لا تستطيع الوصول الى داخل الحارات السكنية, لهذا فقد تم التوصل الى حل وهو اقامة شوارع تلتف حول المدينة القديمة بأكملها واحيانا مع امكانية الدخول اليها.
ومن هنا نرى ان لتخطيط المدينة القديمة علاقة وثيقة جدا في المحافظة على شروط معيشية ملائمة للانسان.




المقارنة بين البناء الحديث والبناء القديم


الفرق بين البناء الحديث والقديم شاسع جدا ويمكن لنا إيضاح هذا الفرق من خلال بعض النقاط موضحين سلبيات وايجابيات كل منهما من عدة نواحي:

1. المنظر الخارجي:
نستطيع ان نقول بشكل واضح ان للبناء الحديث منظرا رائع الجمال وفيه الكثير من الابداع الفني والتصميمات الجميلة والمتنوعة التي تلفت الانظار بسهولة ولكن هذا البناء الرائع وللاسف ادّى الى دمار كبير في البيئة والتي لربما لا يمكن تصحيحه وهذا لانه لوّث البيئة حيث انه لم يحافظ على جودة المواد الطبيعية التي كانت مستخدمة في الماضي لبناء البيوت القديمة التي كانت تجلب من البيئة الغربية. واما بالنسبة للبناء القديم فإنه من ناحية المنظر الخارجي فهو اقل جمالا وفيه القليل جدا وربما لا يتواجد فيه أي ابداع فني ولكن بالرغم من ذلك فهو مميز المنظر ويحافظ على بيئة نظيفةونقية ويلائم البيئة التي هو مبني فيها.
2. شروط ملائمة لحياة الانسان:
* الحرارة:
ان البناء الحديث لا يوفر أي شروط ملائمة لحياة الانسان فنرى مثلا انه في الشتاء تكون درجة الحرارة منخفضة جدا وفي الصيف عالية جدا. الامر الذي لا يلائم الانسان بتاتا فدرجة الحرارة المثلى للانسان هي بين 20 الى 25 درجة مئوية وهذه الحرارة لا تتواجد عادة في البيت الحديث لا في الصيف ولا في الشتاء.
واما البيت القديم فهو ملائم لحياة الانسان من جميع النواحي تقريبا فمثلا درجة حرارته تكون في الصيف والشتاء مابين 20 الى 25 درجة مئوية كما يجعلها ملائمة لحياة الانسان ومريحة له جدا.
* الإضاءة:
ان البناء الحديث لا يمكن ان يكتمل دون الاضاءة وهذه الاضاءة تعمل على الكهرباء ومجرد استهلاك الكهرباء وإنتاجهايعني تلوث الهواء وتبذير طاقةواما في البيت التقليدي فلا يحتاجون الى اضاءة فهناك الكثير من العناصر التي تحافظ على الاضاءة مثل التيزانة والنصف الانبوبة واما في الليل فيتم استعمال القناديل التي لا يمكن ان تلوث الهواء بنفس المقدار الذي تلوث فيه الكهرباء.

* الرطوبة:
ان البناء الحديث يكون عادة حار في الصيف( رطوبة منخفضة جدا) وبارد جدا في الشتاء( رطوبة مرتفعة جدا), ومن هنا نرى ان البناء الحديث لا يتواجد فيه رطوبة معتدلة للانسان فالرطوبة لا تلائمه بتاتا فهي اما منخفضة جدا او مرتفعة جدا وبينما في البيت القديم فإنه ملائم اكثر للرطوبة فنرى مثلا ان في درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وحيث تكون الرطوبة منخفضة فعالية العناصر التقليدية القديمة تكون جيدة جدا كالنافورة والسلسبيل التي تساهم في وجود درجة رطوبة ملائمة للانسان وبالتالي تسبب في حدوث هواء بارد وملائم للانسان.

3. مواد البناء:
ان مواد البناء المستعملة اليوم في الابنيةالحديثة هي الباطون, الحديد, الاسمنت, الحجارة, الحصى والقرميد والخ... وكل هذه المواد لا تلائم البيئة وفي خلال عملية البناء تلوثها كثيرا, كذلك فأغلب هذه المواد تجلب من خارج البلاد أي انها لا تلائم البيئة المحيطة فيها وكذلك لا تتأقلم معا وبالتالي فهي غير ملائمة لحياة الانسان بداخلها مما يضطر الانسان الى شراء واستعمال ادوات كهربائية مختلفة التي تستهلك الكهرباء وتبذر الطاقة.
واما في البناء القديم فنرى المواد المستعملة في البناء كانت الحصى والحجارة والطين والقش والخشب وكل هذه المواد كانت من المادة المتوفرة في البيئة القريبة أي انها ليست مستوردة من الخارج ولهذا فهي تلائم البيئة وتتأقلم معها لذلك فهي توفر الشروط الملائمة لحياة الانسان ولا تحتاج الى تبذير كهرباء وطاقة من خلال استعمال اية ادوات كهربائية.

4. استهلاك الكهرباء:
كما كنا قد ذكرنا سابقا بأن البناء الحديث لا يتأقلم مع المناخ والبيئة وبناء على ذلك فهو بحاجة الى ادوات واجهزة كهربائية لكي يكون ملائما للانسان وهذا معناه تبذير الكثير من الكهرباء مقابل البيت القديم الملائم للمناخ والبيئة والانسان ولا يبذر الكهرباء, أي ان البيت القديم مريح من ناحية اقتصادية اكثر من البيت الحديث.

5. الناحية المادية:
ان عملية بناء بيت حديث تكلف باهظا حيث ان اغلب هذه المواد المستعملة في البناء غالية ومستوردة من الخارج, اضافة الى انه بعد الانتهاء من البناء يجب شراء الكثير من الاغراض لتجعل الانسان قادرا على السكن في البيت الحديث ولهذا فهو مكلف كثيرا, اما عن البيت القديم فهو غير مكلف فالمواد المستعملة في عملية البناء هي تقليدية وقريبة ومحلية. معنى ذلك انها رخيصة اضافة الى ان البيت القديم يتأقلم مع البيئة وبناءً على ذلك فهو ليس بحاجة الى اية اجهزة ليتلائم مع البيئة ويجعل الانسان قادرا على الحياة فيه ومن هنا فهو غير مكلف بتاتا بالمقارنة مع البناء الحديث.

6. الضجيج:
البيت الحديث يصدر الكثير من الضجة في خلال عملية البناء وكذلك بعد عملية البناء بسبب الاجهزة المستعملة في داخله واما في البيت القديم فلا تصدر الكثير من الضجيج خلال عملية البناء وما بعدها.