الأحد، ١٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

مبان حديثة ومبان خضراء(قديمه)

مبان حديثة ومبان خضراء(قديمه)

العمارة والبيئة:

عند قيام أي معماري بتخطيط وتصميم مبنى او حي سكني او مدينة فهو يعتمد ذلك على مجموعة قوانين ميكانيكية معقدة اضافة الى مجموعة قوانين اخرى والتي هي اقل تحديدا وهي العلوم التي تتعلق بالانسان في بيئته ومجتمعه.
كمثال على هذه العلوم والتي هي ليست اقل قيمة للمهندس من القوانين الميكانيكية:
* علم الاجتماع
* علم الاقتصاد
* علم المناخ
* نظريات الحضارة والجمال والعمارة
* دراسة الحضارات

ان الهدف من وراء استعمال وتطبيق القوانين الميكانيكية هو ضمان صمود العمارة وتوفير الحماية لسكانها من العوامل المختلفة المحيطة بهم, وضمان قربهم من الشوارع والمراكز العامة والخ...
هذه الامور هي مبادئ اساسية التي يجب ان تقوم عليها كل بناية وان لم تتوفر لما قامت أي بناية. ومن الجدير بالذكر ان المباني تتأثر بالبيئة وشكلها يتعلق بالعوامل المرتبطة بالمناخ الموقعي والبنية المحيطة اكثر مما تتأثر وتعتمد على العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية, وهذا بالرغم من اهميتها.

تأثير المناخ على الشكل المعماري:
كما هو معلوم وواضح للعيان ان شكل البناء الخارجي يتأثر بالمناخ, فمثلا نرى في مصر والعراق والهند وباكستان الابهاء المسقوفة والعميقة والشرفات البارزة والبروازات السقفية التي تلقي ظلالا طويلة على جدران المبنى والتي تملأ الفتحات الكبيرة, وكذلك الفتحات الخشبية فيها مشبكات خشبية او رخامية تخفف من ةهج اشعة الشمس وتسمح لنسيم الهواء العليل بالمرور من خلالها.
هذه الطريقة بالاضافة الى انها قد قللت من الحر وساعدت الانسان في عملية تأقلمه مع المناخ فهي اعطت جمالا ورونقا للبيت نفسه, واما اليوم فهناك وسائل حديثة مستعملة.
اما في اوروبا حيث الامطار الشديدة فنلاحظ انحدار سقف البيت, حيث كلما كانت المنطقة شديدة الامطار يكون انحدار السقف اكبر, واما في الجنةب حيث المنطقة معرّضة للشمس اكثر فيقل الانحدار.
ومن الجدير بالذكر ان هذه السقوف المنحدرة تظل نافعة لطالما ظل السكان يستعملون مواد البناء الطبيعية مثل القصب والاعشاب التي تسمح للهواء بالمرور من خلالها, ولكن سكان هذه المنطقة بدؤوا بإستعمال مواد حديثة للبناء مما ادى الى زيادة درجة الحرارة الى حد لا يطاق وهذا لان الجدران المبنية من الحديد لا تسمح بدخول الهواء من خلالها.































البناء الحديث:

المواد المستعملة في البناء:
عندما نخرج من بيوتنا نجد انفسنا امام عالم من التطور, وسط العمارات الشامخة الرخامية ذات القرميد الاحمر والحجر الابيض المصقول ونستذكر بذكريات الماضي ايام كان البيت مبني من حجر وطين وقش, وهذا ورغما عن ان الاغلب اليوم يفضل بيوتنا الحاضرة المتطورة.
ان البنايات الحديثة التي نحبها مبنية من مواد كثيرة ومنها الحديد والاسمنت والرمل والاخشاب والحجارة والحصى والقرميد والخ...ونستخدم في عملية البناء الكثير من ادوات البناء المتطورة التي تسبب ازعاجات كبيرة لنا وللبيئة مثلا:
* الحديد, الحديد يعتبر من الاساس او القاعدة التي يقوم عليها البيت وهو يجلب بكميات كبيرة جدا التي تكلف باهظا.
* الاخشاب, هذه الاخشاب تستعمل في مراحل البناء المتنوعة وهي كما معروف من الاشجار الموجودة في الطبيعة وبالتالي يتم تشويه المنظر الطبيعي والمساهمة بذلك في زيادة ظاهرة الدفيئة التي تهدد الانسانية.
* الاسمنت, وهي المادة التي يستعملها البناء بكثرة خلال عملية البناء ويتم الحصول على الاسمنت بعد دمجه بالماء والحصى وبهذا فيتم تلويث الطبيعة وبالاخص الهواء فالاسمنت قبل ان ينتج يكون في اكياس خاصة على شكل مسحوق الذي من الممكن ان يتطاير في الهواء الامر الذي يؤدي الى امراض مختلفة.
* القرميد, وقد اصبح احد الامور الاساسية في البيوت الحديثة والتي تضفي رونقا خاصا ولكن وكما هو معروف فالقرميد لا يصنع في البلاد وانما هو مستورد لك فإحضاره يكون عن طريق البواخر من دول اوروبا الامر الذي يؤدي الى تلويث البيئة من عدة نواحي مثلا كالتلوث الضوضائي والهوائي والمائي اضافة الى تكلفته الباهظة.
* الحصى والحجارة, وهي تؤخذ من الجبال حيث تعمل الكسارات في الجبال على تكسير الحجارة التي في الجبل وبالتالي يتم تشويه منظر الجبل الطبيعي اضافة الى ان البناء ليس ملائما للسكن في الداخل فهو بحاجة لان يحضر ويجهز من الداخل ايضا بالبلاط والاخشاب والخ... والاهم من ذلك الادوات الكهربائية المختلفة التي تستهلك الكثير من الطاقة وهذا لكي يتمنك الانسان من الحياة براحة وكل هذا بسبب ان البيت الحديث لا يتأقلم مع البيئة وبحاجة لهذه الاجهزة التي تساعده على التأقلم مثل المكيّف الهوائي والبرادات




هل تتكيّف المباني الحديثة مع البيئة بشكل طبيعي؟

ان المباني الحديثة ذات المواد المستوردة من خارج البلاد لا تتكيف مع البيئة بشكل طبيعي وظروفها ليست ملائمة للانسان حيث انها مثلا باردة في الشتاء وحارة في الصيف ةهذا المر يحدث لعدة اسبا واهمها انه لكي ينتج لدينا بناء الذي يتكيّف مع البيئة والمناخ, يجب استعمال مواد طبيعية المتواجدة في منطقة البناء نفسها وذلك لانه لو احضرنا مواد مستوردة( من بيئة اخرى) فسوف لن تشكل ظروفا ملائمة للانسان لكي يعيش بها وهذا لان البيئة التي هي موجودة بها ليست بيئتها الطبيعية.
المواد الكثر ملائمة لبيوتنا هي الحجر والطين والقش كما اعتاد اجدادنا ان يبنوا بيوتهم في الماضي حيث ان هذه المواد متواجدة بوفرة في محيطنا وبيئتنا ويمكن استغلالها لبناء البيوت, اضافة الى انها تساهم في عملية تأقلم البيت مع المناخ بعكس الحديد الذي لو استعملناه في البناء لاصبحت لدينا درجة حرارة مرتفعة جدا( في الصيف) وهذا لان الحديد ماص للحرارة وبينما لو كان البيت مبني من حجر وطين لكان مريحا للانسان اكثر وتكون عندها درجة الحرارة ما بين(25-20) وهي الاكثر ملائمة للانسان كما هو معروف ومتفق عليه.
ولكن وكما هو معروف وواضح لنا ان مجتمعنا يفضل المباني الحديثة على المباني القديمة فبتنا لا نرى بيتا عربيا تقليديا الا في الاسواق القديمة التي بقيت على حالها دون ان تمد اليها يد البشر لتدميرها والمحافظة عليها ولهذا السبب فبيوتنا بحاجة الى وسائل اصطناعية التي وظيفتها الاساسية هي توفير الراحة الجسدية وبالتالي النفسية للانسان وكمثال على ذلك: المكيفات الكهربائية ووسائل الاضاءة وغيرها والتي بدورها لها الكثير الكثير من السلبيات.













هل تؤدي المباني الحديثة الى تلوثات للبيئة؟

* تلوث ضوضائي:
ان المباني الحديثة ليست ملائمة للبيئة وبالتالي هي ملوثة ومشوهة لها من عدة نواحي ومنها التلوث الضوضائي.
ان العمارة الحديثة تلوث البيئة ضوضائيا من خلال عمليةبناءهاوهذا بسبب الالات المستعملة في بناءها وبسبب عدم الوعي من قبل البنائين لمشكلة الضجيج وتأثيره على العامل وعلى الانسان الذي يعيش بالقرب من منطقة البناء لذلك فقليلا ما نسمع او نجد بنّاء يجبر عماله على وضع سماعات على اذانهم او يقوم بصيانة دائمة لالاته او يحوط منطقة البناء بمواد عازلة تمنع تسرب الضجيج الى خارج منطقة البناء.
واما الضجيج الناتج بعد انهاء عملية البناء فهو ليس اقلاهمية وسبب هذا الضجيج هو من سكان البناية انفسهم ومن الالات التي يستعملونها في البيت من الادوات الكهربائية على انواعها كالمكيفات الهوائية والبرادات واجهزة الراديو التي تسبب في الكثير من الاحيان الكثير من المشاكل الصحية والنفسية للانسان.
* تلوث هوائي:
المباني الحديثة تلوث الهواء بكثرة ولهذا فهي تسبب لنا الكثير من الامراض الرئوية وغيرها. فعندما نبني بناء حديث فيتم استيراد معظم المواد من الخارج طريق الباخرات التي تطلق دخانا كثيفا الى الجو وهذا يؤدي الى تلويث الهواء, اضافة الى اننا بحاجة الى الاخشاب في عملية البناء والتي تقطع من الاحراش وبالتالي نكون قد دمرنا المنظر الطبيعي وساهمنا في حدوث واستمرار بقاء ظاهرة الدفيئة حيث اننا منعنا من تلك الاشجار التي نقطعها من القيام بعملية التمثيل الضوئي وبالتالي انتاج الاكسجين ومن هنا فنحن نؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وايضا الى ذوبان الاقطاب وكذلك الى زيادة تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو.
واما في خلال عملية البناء فتنتج كميات كبيرة من الغبار التي تتطاير مع الريح ملوثة الجو والهواء, اضافة الى ذلك فان استعمال الاجهزة في البناء تطلق دخانا الى الجو في خلال عملها وكذلك في خلال وصولها الى مكان العمل.
* تلوث مائي:
ان المباني الحديثة تؤدي الى تلوث مائي ايضا حيث انه كما ذكرنا سابقا بأن الكثير من مواد البناء تجلب عن طريق البواخر من خارج البلاد واستعمال الباخرة يؤدي الى تلويث الماء عن طريق محرك الباخرة الذي يصدر غازات ودخان والذي يؤدي بدوره الى موت الكائنات البحرية والى تغيير في سلوكها.
اضافة الى ذلك فالمصانع والتي تعتبر احد الامثلة على الابنية الحديثة فتستعمل المياه كوسيلة لتبريد اجهزتها الساخنة وبعدها ترجع المياه الى البحر ساخنة الامر الذي يؤدي الى تلويث حراري.

* التلوث الناتج عن الفضلات الصلبة:
خلال عملية البناء ينتج الكثير من الفضلات الصلبة مثل الحديد والحجارة والكرتون وادوات البناء التالفة على انواعها وكذلك اكياس واوراق والتي بعد الانتهاء من عملية البناء يتم عادة القائها في احد الاحراش البعيدة( رغما عن ان هذا الامر غير قانوني) مما يؤدي الى تشويه المنظرالطبيعي للحرش وايضا الى تلويث المياه الجوفية في حال تساقط الامطار.
واما بعد الانتهاء من البناء, عندما تصبح البناية مسكونة بالعائلات المختلفة فتبدأ الفضلات الصلبة بالتكاثر والازدياد حيث ان كل شخص في البناية ينتج تقريبا 2.3 كغم من الفضلات الصلبة, هذا الامر يؤدي الى تراكم الفضلات الصلبة والتي بدورها عبارة عن مشكلة بيئية ضخمة ويجب التغلب عليها بشتى الوسائل الصحيّة والمحبّة للبيئة وهذا بالرغم من تكلفتها الباهظة.
* التلوث الاشعاعي:
هنالك العديد من المباني الحديثة في البلاد وكمثال على هذه الابنية: المستشفيات ومراكز البحوثات والبيوت السكنية والفنادق والمطاعم والمجمعات والمدارس وغيرها.
واما المستشفيات ومراكز الابحاث فهي مسبب اخر لتلوث البيئةة وهذا التلوث يدعى التلوث الاشعاعي وهذا مثلا لان مركز الابحاث النووية يطلق الكثير من الاشعاعات يوميا نتيجة للتجارب الكثيرة التييقومون بها. هذه الاشعاعات تؤدي الى امراض عديدة ومضرة جدا للانسان,الحيوان والنبات التي يصعب التغلب عليها فهي احد الاسباب الرئيسية لامراض السرطان.
لهذا وفي النهاية نرى بأن البناية الحديثة تلوّث البيئة كثيرا وتضرها الى اقصى الحدود وعندما تضر بالبيئة فهي تضرنا نحن(الانسان)ايضا, هذا التلوث للبيئة ينتج خلال عملية بناء هذه المباني وبعد الانتهاء منها. تلوث البيئة هذا من تلوث ضوضائي, مائي, فضلات صلبة, هوائي, اشعاعي وغيرهم لن يتوقف ابدا لانه كلما تطورت الحياة اكثر كلما ازدادت التلوثات اكثر ولكننا يجب ان نكون واعيين اكثر لمشاكل البيئة ونتصرف معها بجدية كأي امر يشكل خطرا على حياتنا وهذا لنتجنب الاضرار الناتجة عن التلوّثات وبالتالي نقللها ايضا.








البيت القديم
المواد المستعملة في البناء:
لقد استغل الانسان في الماضي المواد الطبيعية التي زوّدته اياها الطبيعة القريبة منه واستعملها لبناء بيته ومنها:
* التراب والطين:
لقد كانوا يستعملون جميع الاصناف من التربة المتواجدة وهي: البيضاء, الحمراء والسوداء ولكن الاكثر انتشارا كانت التربة البيضاء حيث اقيمت عليها اغفلب واكثرية بيوتنا العربية او بالقرب منها وهذا لحاجة الانسان لها, واما عن الطين فقد كان يستعمل بكثرة للبناء خاصة الجدران والسقوف الامر الذي ادى الى سمك هذه الجدران والسقوف, وقد استعمل الطين ايضا لسد الفراغات بين الحجارة الغشمية في الحائط.
* الحجارة:
هنالك عدة انواع من الحجارة وهي:
الغشمية, المقصبة, المدقوقة والمنحوتة. وقد استعملت هذه الاحجار بجميع انواعها وخاصة في البيوت التي بنيت على الجبال وهذا لكي يثبت البيت طويلا ولا ينهار بسرعة وهذه الحجارة وهي الاساس الجيد لبيوت تبقى لسنين طويلة وهي تستعمل في بناء الجدران مع المواد اللاصقة والسقوفكذلك عوضا عن الاخشاب بين القناطر على شكل الواح, اضافة الى انه يستعمل كبلاطا للحوش وقيعان الدور.
* الرمل والحصى:
الرمل والحصى اضافة الى الفخار والكلس والطوب والحجارة هي من المواد المستعملة في البناء قديما حيث كان القروي يعرف الحجارة التي تصمد امام عوامل الطبيعة القاسية فيختارها لاستعمالها في البناء واسماها حسب المنطقة التي يسكنها مثلا البعني, الدير ياسيني, البقيعي وغيرها.
وقد كان هناك حجرا قاسيا جدا ذو بريق يدعى( المزي الاحمر) ولم يستعمله سوى الاغنياء حيث كان غاليا جدا واستعمل لبناء القصورالملكية.
* النباتات على انواعها:
النباتات على انواعها كانت مادة اساسية فقد استخدم القروي الجذوع والغصون والفروع وهذا لعدّة امور منها: تخشيب السقف محمولا على قناطر كما وانه مادة الطوبار اساسية ولا غنى عنها ومادة لصناعة الادوات الزراعية. واما عن افضل انواع الاخشاب فكانت المصنوعة من الزيتون والسنديان والزنزرخت.
* سيقان النباتات الحولية او غير الحولية:
سيقان هذه النباتات تم استعمالها في صناعة الاحصر التي استعملت كجدران صيفية في العرش.



* التنك:

وقد كانت مادة كثيرة الاستعمال واصبحت جزءا من( الباكية)- الحائط, سقفا, قطعا ومخارج للمداخن فوق الاسطح وكذلك قصت ولفت بأشكال تناسب القساطل وهذا بعد انفصال مهنة النحاس عن الحداد. وما زالت هذه المادة مستعملة من قبل الفقراء في دول العالم الثالث وهذا لانها مادة رخيصة وفي
مستطال اليد.
* الاسمنت:
وهو مادة بناء حديثة فعمره لا يتجاوز 130 عاما وفي الماضي اقتصر استعمال الاسمنت على الاغنياء فقط واما اليوم فهومادة اساسيةلعملية البناء في مستطال يد الجميع.

ومن المهم جدا بذل عناية في اختيار مواد البناء المستعملة وسمكها بحيث يتناسب ذلك مع خواص المادة الفيزيائية وذلك بالنسبة للتوصيل الحراري والمقاومة الحرارية.
فمثلا اذا كانت الحرارة في الخارج عالية جدا فيجب العمل على اختيار مادة طبيعية ملائمة التي تقلل من الحرارة في البيت وتجعلها مريحة للانسان اكثر وليست نفس الحرارة الخارجية.












كيف يؤثر التصميم المعماري لتوفير مناخ موضعي مريح؟

عندما يقوم المعماري بتخطيط لمناطق حارة وجافة اودافئة ورطبة تواجهه مشكلتان رئيسيتان وهما:
1. تأمين وقاية من الحر
2. توفير تبريد كافٍ
الشمس وهي المصدر الرئيسي للضوء وللحرارة على الارض تقوم بتكوين عناصر المناخ الثانوية من رياح ورطوبة التي تؤثر في راحة الانسان الفيزيولوجية. وهذه العوامل تعتمد في تكوينها على تضاريس الموقع وطبيعة معالمه السطحية.
هذا ويؤدي التفاعل بين الذي يحدث بين مصدر الطاقة الهائل والتأثيرات الناجمة عنه وبين المعالم الطبيعية للمكان الى خلق ما يدعى بالمناخ الموضعي والذي هو علم الارصاد الجوية.
وتحدث البيئة العمرانية ايضا تغييرات في المناخ الموضعي حيث تؤثر عملية بناء الابنية وتوزيعها واتجاهها بالنسبة للشمس في خلق مناخ موضعي خاص بكل موقع, كما هو معروف لجميعنا ان هناك تفاوت ملحوظ من ناحية مناخية بين هذه التوزيعات.
وعلى كل مصمم معماري ان يتصرف على موقع البناء وتشكيله الفراغي وذلك من اجل اتخاذ القرارات التصميمية الصائبة بحيث لا يقع في اي خطأ كأن يضف عنصر معماري يؤدي الى زيادة درجة الحرارة او تقليل الرياح.








ما هي وظائف البيت القروي؟
لقد كان البيت القروي مسكنا ومخزنا, والبيت مكانا لنوم العائلة وقد كان ابناء العائلة ينامون على فرش على الارض مصنوعة من السمار ووالحلف والبابير وغيرهم من نباتات ضفاف الانهار والمستنقعات وكانت المرأة تفرش الحصر في المسء وتضع الاغطية فوقه ومع الصباح كانت(تشهل) اي ترفعه وتضعه في اليوك اي الخزانة وهي كلمة من اصل تركي.
زامت الديوان وهو المضافة فقد كان يسمى الدوشك او المد وقد كثرت في البيوت الدرزية. وكانت على الجدران رفوف او صوافير مصنوعة من الطين او الخشب وهذا لتوضع عليها ادوات الطبخ.
واما في الجهة الغير مقابلة للباب يتواجد الداخون وهذا لكي يتم الطبخ عليه وكذلك الغسيل والتدفئة في ليالي الشتاء الطويلة, والداخون يضيق كلما ارتفع الى الاعلى ويعلق عليه الكشتبان والابرة وغيرهم من الادوات الصغيرة وهذا على الرفوف الصغيرة التي عليه وذلك خوفا من ضياعها.
واما المسرجة(السراج) فيوضع على اسكفة من طين في وسط الداخون الاسفل من الخارج او من الداخل فوق الوقد مباشرة.
واما القنديل فيوضع على(الاسكفة) في وسط الداخون وهذا بهدف اضاءة البيت بأكمله.
السدة كانت تعتبر كمكانا لخزن الزيت والمؤن وغرف النوم للضيوف,او للازواج الشابة. وكما لم يكن فيها اي داخون للتدفئة نظرا لقلة ارتفاعها. وغالبا ما يكون البيت مكانا لخزن المؤن فيتم مثلا خزن الماء في جرار فخارية لتحافظ على حرارتها عند مصعد المصطبة لتكون على مقربة من الشاربين واما العسل والسمن فيوضع في زلع زجاجية كانت قد اعدت لها في خزائن صغيرة في الحيطان.
واما الاصطبل او قاع الدار وهو الجزء المخصص للحيوانات التي اساعمل للعمل من طيور ودجاج وفرس وخيول. وكان في طرف كل اصطبل ما يسمى بالمتعب وهو عبارة عن مخرج لبول الحيوان الى خارج البيت.

واما السقف فله عدة وظائف وهي:
1. تعليق صنادل او كبوش الدخان بعد جفافه.
2. النوم في عريشه او حتى بدونه.
3. نشر البرغل والتين والعنب والزبيب.
4. خزن الحطب ومواد الوقود.
- واما المسطح فهو مائل الى جهة واحدة وذلك لكي تسير المياه الى المزاريب وهو يكون اما من خشب منقور او حجر منحوت او قطل زنك.
واما الحوش فقد كان واسعا ويسمح بالتوسع العمراني غالبا حيث كان خاليا سوى من شجرة التوت التي تمتد اغصانها الى السطح لتظلله.
في البيوت الجبلية ذوات الاسقف الخشبية( سدة او راوية) وفي طرف السدة المواجهة للمصطبة بنيت الكوابر وهي اماكن لحفظ الحبوب وهي مصنوعة من القصب والطين.

كيف يتم تأقلم البيت القديم مع البيئة؟

1. أثر الرطوبة:
لقد كان مسكن العرب في الماضي هو الصحراء وكما هو وعروف فالصحراء تعتبر مكانا قليل المياه ولهذا السبب فالقروي( ساكن تلك المناطق) يقدر الماء كثيرا وينتقل حيث يتواجد الماء بكثرة, فالماء هو باهث سرور وراحة نفسية اضافة الى انه سببا في زيادة الرطوبة وتحسين الظروف الملائمة للانسان ومن هنا فالنافورة هي من الامور الاساسية في البيوت العربية التي تضفي جمالا ورونقا على البيت وتزيد من الظروف الملائمة للحياة وللسكن.

* النافورة:
النافورة او الفسقية توضع في وسط الفناء بحيث تطل عليها الايوانات وقاعات الجلوس. للنافورة شكل رمزي يتكون من مربع محيطه الداخلي ثماني او سداسي, واما عن المثلثات التي تتكون عند زوايا المربع فتكون مفرغة من الداخل على شكل نصف دائري بحيث يصبح شكل الحوض من الداخل مماثلا للشكل الذي يتكون عند وضع القبة. ويرمز بها الى السماء حيث يصبح مظهر النافورة قريبا من السماء ويعطي منظرا جميلا للبيت.






*السلسبيل:
وهو عبارة عن لوح رخامي متموج المظهر ومستوحى من حركة الماء او الريح ويستعمل عند انخفاض الضغط بحيث لا يكفي لدفع المياه الى رأس النافورة.
يوضع اللوح داخل كوة من الجدار مقابلة لغرفة وبشكل مائل مما يسمح للماء بأن يتقطر فوقه وهذا لتسهيل عملية التبخر وزيادة رطوبة الهواء هناك.
بعد ان تصل المياه الى اللوح الرخامي تنساب في مجرى رخامي حتى تصل الى موضع النافورة في وسط البيت ومن الممكن اعتبار السلسبيل نافورة انتزعت من منبعها ولربما هذا السلسبيل اذا ظهر فهو يظهر قدرة المعماريون الكبيرة على ابتكار ما هو جيد وجميل في نفس الوقت.


2. اثر الشمس:
التظليل:
ان التوجيه الامثل للمباني المنفردة وصفوف المساكن المتصلة جانبيا يتحقق بوضع جانبها الطويل بإتجاه(شرقي- غربي), الا ان هذا الامر ليس من السهل تطبيقه على مخطط كامل للمدينة او قطاع منها وهذا لعدة اسباب منها:
1. على الابنية المنفردة او/و المساكن المتصلة جانبيا ان تنتظم بإتجاه الشوارع او المساحات التي تتفاوت زوايا انحرافها عن الشمال, الامر الذي يجعلنا بحاجة الى وسيلة مناسبة للتظليل من الشمس وهذا الشيء يتعلق بكل حالة على حدة.
2. احيانا يكون قطاع من الابنية اتجاهها(واجهتها) الى الغرب او الى الشرق فتظلل هذه البنايات بعلوها ولكن المشكلة هنا تكمن في ان على المعماري الاهتمام بأن يتاسب ارتفاع البنايات ارتفاع البنايات مع عرض الشارع وزاوية الشمس عن الافق.
3. اذا كانت للمبنى واجهة تطل على الغرب فيكون الوضع سيئا للغاية وبحاجة لوسائل تظليل شديدة.






الواجهات:
هنالك اربعة واجهات وهم الشمالية, الجنوبية, الشرقية والغربية.
1. الواجهة الشمالية:
هذه الواجهة اقل تعرضا للشمس فهي لا تتعرض للشمس الا لاشعة قليلة في ساعات النهار المبكرة والمتأخرة في ايام الصيف والتي تكون فيها زاوية الارتفاع عن الافق منخفضة وتكون زاوية الانحراف قد بلغت درجة الحرارة التي تكاد ان تصبح عندها الشمس ملامسة لصفحة الجدار وما يميز هذه الواجهة هي شدة الضوء الجيدة التي تتيح القراءة بشكل سهل كما ولو يوجد اضاءة.
2. الواجهة الجنوبية:
من ناحية الشمس ففي المناطق الاستوائية الشمس تكون عالية جدا فوق الافق في فصل الصيف لهذا فهذه الواجهة تقلل من الاشعة الواصلة الى البيت عن طريق المظلات, واما في الشتاء فتدخل اشعة الشمس الى داخل البيت عبر الواجهة لان زاوية الارتفاع عن الافق تكون قليلة جدا وبذلك تجذب معها الدفئ الى داخل البيت.
واما من ناحية الرياح فهي لم تثبت نجاحا كبيرا حيث ان الرياح لا تهب عالية وهذا لان اتجاه هبوب الريح في نصف الكرة الشمالي يكون شماليا ولكن رغم ذلك ابتكر سكان البيت العربي طرقا لإدخال الريح الى بيوتهم وذلك مثلا ببناء الملاقف والمشربية ومهرب الرياح.
3. الواجهتان الشرقية والغربية:
الواجهة الشرقية تتعرض لاشعة الشمس وحتى الظهرفقط ولهذا فما ان يحل المساء حتى تفقد الجدران الكثير من حرارتها وهذا الامر يجعلها ملائمة اكثر لاماكن النوم من الواجهة الغربية.

3. الفتحات:
وهي الفتحات التي تستعمل كنوافذ وقد كانت لهذه الفتحات عادة ثلاثة وظائف وهي:
* إدخال نور الشمس المباشر وغير المباشر.
* إدخال الهواء.
* توفير المنظر.
ان هذه الوظائف الثلاث للنوافذ تعمل جميعها عادة في الاقاليم المعتدلة الا انه في المناطق ذات المناخ الجاف والحار فمن الصعب جدا ان نجد الثلاث وظائف تعمل سوية وفي نفس البناء ولهذا السبب تم ايجاد عدة حلول للقيام بكل وظيفة على انفراد.

4. الستائر المعدنية:
وهي عبارة عن وسيلة لحجب اشعة الشمس من الدخول الى البيت وهذه الستائرمكونة من اضلاع صغيرة عرضها من (4-5 سم) وهي تثبت بعضها بجوار بعض في اطار خشبي في زاوية معينة ومن الممكن تحريك هذه الاضلاع وبالتالي الزاوية ايضا وعندها نستطيع تنظيم اشعة الشمس الداخلة للبيت وكذلك الهواء المتدفق للحجرات ومن الممكن حجب اشعة الشمس دون اعاقة النسيم الذي يهب من الجهة الشمالية الغربية, وهذا في اغلب المناطق ذات المناخ الحار الجاف, واضافة الى ذلك فهذه الستائر عند شدها فهي تمنع دخول الضوء وتحجب الرؤية من داخل البيت الىالخارج واما عن سيئات هذه الستائر المضلعة الحاجبة فهي:
* احيانا تكون مصنوعة من المعدن وكما هو معروف فالمعدن هو مادة التي خواصها الفيزيائية- قدرتها على الامتصاص وستيعاب الحرارة وبالتالي نرفع من حرارة الغرفة.
* في ايام الصيف الحارة عندما نريد ادخال الهواء البارد الى الحجرة يمكن فتح الستائر بإتجاه الشخص الجالس ولكننا بذلك لا نستطيع منع دخول اشعة الشمس الى الحجرة.

5. كاسرات الشمس:
وهي وسيلة للتظليل من اشعة الشمس وهي تعتبر حديثة العهد حيث تستعمل عادة لوقاية الواجهات الزجاجية من الشمس. وهي تشبه الستائر المعدنية كثيرا, الا ان سمك هذه الكاسرات الشمسية هو ما بين(40-4سم) وبهذا فلديها القدرة على استيعاب اشعة الشمس وخفض هذه الاشعة الى الثلث فقط.
ولكن لهذه الكاسرات الشمسية سيئات ايضا وهي:
* لقد ذكرنا ان لديها قدرة على اخفاض الاشعة المكتسبة الى الثلث ولكنها بذلك تمنع اشعة الشمس من الدخول اي تمنع من وجود ضوء وتعرقل الرؤية الى الخارج.
* إنّ كاسرات الشمس سميكة جدا والمسافات بينها كبيرة وهذا لتحجب الشمس اكثر ما يمكن مما يشوّه المنظر ويعطي وهج مزعج.
- ولكن رغم هاتين السيئتين فمن الممكن لنا ان نجد طرق للتحسين منها فمثلا ممكن تجميل منظر الواجهة والبحث عن حل ملائم للتقليل من الوهج.


6. السقف:
سقف البيت هو احد عناصر البيت الاساسية في البيوت العربية التقليدية القديمة والبيوت الحديثة الا ان مواد البناء تختلف بينهما وهناك نوعان اساسيان من الاسقف وهما:
السقف المنبسط: عندما تكون درجة سخونة الهواء في الخارج اعلى منها في الداخل فان السطح الخارجي للسقف والذي هو معرض للشمس بشكل مباشر يمتص هذه الاشعة وهذا لاتصاله بالحرارة الصادرة عن الهواء الخارجي وبالتالي فالسطح الداخلي يسخن ايضا( السطح الخارجي ينقل اليه الحرارة), الامر الذي يؤدي الى تسخين الهواء الداخلي وهذا بدوره يؤدي الى امتصاص الحرارة من قبل الاشخاص الذين في الحجرة, او الاشياء الموضوعة في الحجرة وتصبح عندها غير مريحة للمعيشة بسبب درجات الحرارة غير الملائمة للإنسان. ولكن هناك الكثير من الحلول لهذه المشكلة:
* بناء سقف مزدوج تفصل بين جزيئيه طبقة رقيقة من الهواء.
* نغطي السقف بالطوب المفرغ.
* استخدام مواد لعزل السقف مثل السيتروفوم.
- ولكن السيئة الوحيدة هي ان الامر مكلف اقتصاديا.
السقف المائل: السقف المائل هو احدى الطرق للتأقلم مع درجات الحرارة والمناخ وله العديد من الافضليات منها:
* عندما يكون السطح مائل فان ارتفاع جزء من المساحة الداخلية يزداد بشكل كبير وبالتالي يوفر المجال للهواء الدافئ الذي تقل كثافته ويرتفع الى الاعلى ويكون بعيدا عن الانسان في الحجرة وبالتالي نخفف من الحرارة.
* عندما يكون السطح مائل فإن الاشعاع الشمسي يتوزع على مساحة كبر وبالتالي تقل الحرارة المنتقلة الى الداخل.
* في السقف المائل يكون جزء مظلل والاخر حار بسبب الشمس والمظلل يمتص الحرارة من المعرض للشمس, ومن الهواء الداخلي ويعكسها للخارج ويصبح البيت ذات جال درجات حرارة ملائمة للإنسان.

7. العرش على الاسطح:
في الماضي كانت العرش على الاسطح تستعمل لعدة اهداف منها التظليل والمحافظة على درجة الحرارة الاكثر ملائمة للانسان.
وقد استحوذت هذه الاعراش التي على الاسطح على اعجاب الرحالة الغربيين الذين زاروا فلسطين فقد قال روبنسون بعد ان زار فلسطين في عامي 1838 و 1852:" سطوح بيوتها مسطحة وعلى الكثير منها اماكن للمنامة في الصيف وهي تظهر كأنها دكات من حجارة او طين تحيط بها عيدان محبوكة, وهذه اول مرة رأيت مثلها في المغار والرامة".


8. المشربية:
يأتي مصدر الاسم مشربية من اللغة العربية من الفعل شرب وتعني مكان الشرب. وقد كانت في الماضي عبارة عن حيز بارز ذي فتحة منخلية وتوضع في جرار الماء الصغيرة لتبرد بفعل التبخر الناتج عن تحرك الهواء عبر الفتحة.
واما الان فقد اصبح الاسم مشربية يطلق على فتحة ذات شبكة منخلية خشبية مكونة من قضبان خشبية صغيرة ذات شكل دائري وتفصل بينها مسافات محددة ومنتظمة بشكل هندسي زخرفي دقيق وبالغ التدقيق.
وللمشربية عدة وظائف والتي احيانا تحققها جميعها او بعضا منها وهي:
* ضبط مرور الهواء.
* ضبط تدفق الهواء.
* خفض درجة حرارة تيار الهواء.
* زيادة نسبة رطوبة تيار الهواء.
* توفير الخصوصية.
عندما نريد ان نصمم مشربية نموذجية يجب الاهتمام للمسافات بين القضبان المتجاورة وقطر كل منها وهذه المشربية مكونة من جزئين اساسيين وهما:
أ- الجزء السفلي( مشبك عريض وقضبان دقيقة)
ب- الجزء العلوي( صهريج وهو مشبك عريض ذي قضبان خشبية اسطوانية الشكل)




3. اثر الشمس في حركة الهواء:

هناك ظروف معينة التي تمكن المهندس من صنع تصاميم معيارية جديدةوالتي فيها يتم استغلال الشمس كقوة دافعة تحقق حركة مستمرة للهواء تعتمد على تيارات الحمل.
فان الهواء الدافئ قليل الكثافة مما يجعله يرتفع الى اعلى ليحل مكانه هواء بارد الذي يسخن مرة ثانية ويرتفع, هذا اذا كان متواجد مصدر للحرارة, وهذا ما يدعى بالحمل. ومن الجدير بالذكر ان هذه العملية وتيرتها تزداد كلما ازدادت مصادر الحرارة وهذه بدورها تولد مصادرهواء دائمة.
هذه الطريقة مستخدمة بكثرة في البيوت القديمة وبحسبها يتم تبريد الهواء والمحافظة على جو ملائم للانسان ومن هنا نرى كيف نستطيع ان نستغل الشمس في توليد حركة مستمرة للهواء.
ومن العناصر الموجودة في البيت العربي امرين مهمين واساسيين في عملية استغلال الشمس في توليد حركة مستمرة للهواء وهما:
* التختبوش:
لقد ادخلت بعض التعديلات على مفهوم الفناء لضمان تدفق الهواء بفعل الحمام بإنتظام, ويوجد في هندسة البيت العربي الريفي عنصر جديد يدعى التختبوش وهو الرواق, وهو عبارة عن مساحة ارضية خارجية مسقوفة تستعمل للجلوس وتقع بين الفناء الداخلي والحديقة وتعمل على اساس ان الحديقة الخلفية هي اكبر حجما من الفناء ولذلك هي اكثر تعرضا لاشعة الشمس وبالتالي فهي تسخن الهواء ويصبح قليل الكثافة ويرتفع الى اعلى ويحل مكانه الهواء البارد الذي يأتي من الفناء ويبرد التختبوش ويمر بعد ذلك الى الحديقة.
ومن الجدير بالذكر ان التختبوش يطل على الفناء الداخلي ويتصل من خلال المشربية بالحديقة الخلفية ومن الممكن كذلك استخدام هذه الطريقة في القرى او المناطق السكنية التي لا تصل اليها السيارات وهذا لاجل توفير مكان ملائم لتجمهر السكان وهذا عن طريق وضع التختبوش في منطقة بين مساحتين بحيث تكون الكبرى في الجانب المقابل للهواء وهذا لكي يساهم تباين الضغط الناجم عن حركة الرياح في خلق التيارات الهوائية.




الفناء الداخلي:

ان البيت ذو الفناء يعمل فيه الفناء كنظام تبريد وهو يستخدم لفهم التعديلات التي يمكن للمصمم استخدامها لتوليد حركة هواء مستمرة بفعل ظاهرة الحمل التي تكلمنا عنها اعلاه.
فمثلا في المناطق الحارة والجافة من العالم حيث درجات الحرارة العالية في النهار والتي تنخفض بعد الغروب لسببين رئيسيين وهما:
1. في الليل تعكس الارض الاشعة التي تكون قد سخّنت الارض في خلال ساعات النهار الحارة الى السماء وبالتالي فإن درجة الحرارة تنخفض.
2. في الليل يكون الهواء خاليا نسبيا من بخار الماء الذي من خواص قدرته على امتصاص الاشعة المنعكسة من الارض الى السماء وبالتالي رفع درجة الحرارة ولكن وبما انه متواجد بشكل قليل فدرجة الحرارة لا ترتفع بل تنخفض بفعل انعكاس الاشعة من الارض الى السماء.

في تلك المناطق الحارة الجافة تعلم الناس طرقا لتخفيض درجة الحرارة والاكثر شيوعا منها هي اغلاق المساكن من الخارج وفتحها من الناحية التي تطل على الافنية الداخلية, وهكذا تكون هناك منطقة مكشوفة للسماء وتسمى الصحن وهي تقلل من الحرارة ب 10 الى 20 درجة مئوية في ساعات الليل.
وهكذا فعندما يحل المساء يبدأ الهواء الساخن الذي سخن نتيجة لاشعة الشمس التي سخنت الارض وبالتالي الهواء الى الصعود الى السماء وهذا لان كثافته قلت ومكانه يحل الهواء المعتدل البرودة الذي له كثافة عالية مما يجعله يهبط الى الاسفل, هذا الهواء البارد يتجمع في الفناء ثم ينساب الى الحجرات ويبردها. وعندما يحل الصباح وتطل الشمس مرة ثانية وتبدأ عملية تسخين الهواء فإنه يسخن ببطئ وتبقى البرودة معتدلة وملائمة للإنسان ولهذا فبهذه الطريقة يعمل الفناء الداخلي كخزان للبرودة.
ومن هنا فقد وظفت هذه الظاهرة في التصميم المعماري للبيوت بإستخداممفهوم الفناء من اجل توفير الراحة المثلى المتعلقة بالمحيط الحراري.


4. أثر الريح في حركة الهواء:

عندما يكون جلد الانسان مبللا بالعرق وبنفس الوقت معرضا لهواء الذي درجة تشبعه للهواء اقل من درجة حرارة الجلد فعندها العرق يتبخر وبالتالي تنخفض درجة حرارة الجلد وهذا لان تحول العرق الى بخار ماء يحتاج الى طاقة وهذه الطاقة عندما يتم اطلاقها من الجسم تخفض من درجة حرارته ولكن وبعد فترة قصيرة من عملية تبخر العرق يصبح الهواء المحيط للجلد مليئا ببخار الماء لدرجة انه اصبح اكثر من درجة حرارة الجلد, فعندها يتوقّف العرق عن التبخر عن جسم الانسان مما يسبب عدم الراحة والشعور بالحر للانسان ولهذا وللتخفيف من هذا الشعور يتم إبعاد عن طريق المراوح او بشكل طبيعي عن طريق استغلال حركة الهواء وتياراته.
ومن خلال التصميم المعماري الجيد يمكن ضمان وجود حركة الهواء الطبيعية وهذا عن طريق استغلال مبدأيين اساسيين وهما:
1. التباين في ضغط الهواء الناجم عن الاختلاف في سرعة الرياح, الامر الذي يؤدي الى انتقال الهواء من المنطقة التي فيها ضغط عالٍ الى منطقة فيها الضغط منخفض.
2. حركة الهواء بتأثير الحمل والناتجة عن تسخين الهواء بواسطة اشعة الشمس وبالتالي لتقليل كثافته وارتفاعه الى اعلى وحلول الهواء المعتدل البرودة مكانه.
بهذه الطرق يتكون تيار هوائي معتدل البرودة وملائم للانسان في المساحة الواقعة بين المنطقة الدافئة وفتحة دخول الهواء المعتدل البرودة.
واما عن تدفق الهواء المعتدل البرودة بفعل الحمل فيتعلق بالفرق بين مناسي الفتحات المختلفة, فكلما زاد الفرق بين المناسيب زاد تدفق الهواء والعكس صحيح. واما في حالة كون الطقس خارج البيت فيه هواء ساكن جدا والاشخاص الذين في الداخل بحاجة لتهوئة لتوفير الراحة المطلوبة وعندها يصبح تطبيق المبدأين اعلاه امرا بالغ الاهمية لهذا تم تطوير عدّة ابتكارات لتحقيق هذه الغاية وهم:

1. حركة الهواء بفعل تباين الضغط:
تعد عملية( فنتوري) التي تعتمد اساسا على تأثير( برونولي) عنصرا هاما لفهم كيفية حدوث حركة في الهواء بفعل تباين الضغط الناتج عن حركة الرياح, ونظرية برونولي تتلخص بأن ضغط الهواء المتحرك يقل كلما تزداد سرعته, فمثلا اذا اخذنا انبوب قمعي الشكل ذو فتحة جانبية متصلة بأنبوب آخر, عن ضخ الهواء في القمع بإتجاه الطرف الاضيق يبدأ الهواء بالتسارع بسبب نقصان مساحة مقطع المكان الذي يجب ان يمر منه نفس الحجم من الهواء في الفترة الزمنية ذاتها.
وتؤدي هذه الزيادة في سرعة الهواء الى خفض تيار الهواء بالنسبة الى الضغط الجوي في الجزء السفلي من الانبوب الجانبي, وبهذه الطريقة يتم سحب الهواء عن طريق الانبوب الجانبي بفعل تباين الضغط الذي يتناسب مع مربع السرعة ويمكن استخدام هذا المفهوم بأكثر من طريقة واحدة لتوفير تيارات هوائية مستمرة في داخل الابنية. واما فيما يتعلق بحركة الهواء في الداخل الناتجة عن تباين الضغط, فيكون تدفق الهواء اكثر انتظاما في الحالات التي تعتمد على السحب الناجم عن ضغط الهواء المنخفض وليس المرتفع الذي يسببه الهواء المطلوب في الحجرة.
واحد اهم الامثلة الموجودة اليوم والتي تعمل بحسب حركة الهواء الناتجة عن تباين الضغط هو قرية القرنة بقرب الاقصر في مصر وبالاخص الرواق المسقوف في بيت الضيافية.
2. مخرج الريح:
ان تصميم مخرج الرياح يعتمد على استغلال السحب الناتج عن وجود مناطق التي فيها ضغط هواء منخفض وهذا لكي نوّلد حركة هواء منتظمة في الداخل فعند تمثيل القمع والانبوب الجانبي المستخدمين في إيضاح طريقة برنولي بالعناصر الانشائية للتصميم المعماري يمكن زيادة سرعة تحرك الهواء وتكوين تيارات هوائية في اماكن منغلفة تماما وما تزال هذه الفكرة تطبق في الادوار السفلية او في بدرومات الابنية في العراق.
3. ملقف الريح:
في البيوت القديمة احد العناصر التي تتواجد فيها هي الملقف وقد صنع الملقف نتيجة لعدم تحقيق النافذة لثلاثة وظائفها في المناطق الحارة والجافة وهي:
* تهوئة * إضاءة * توفير المطلّ
ولان هذه المناطق الحارة يحتاج الانسان الى وسائل تبريد لتخفيف شدة الحرارة وادخال الهواء البارد فيجب صنع نوافذ صغيرة ولكن هذا يقلل من الاضاءة لهذا تم ابتكار الملقف الذي هو عبارة عن نوافذ صغيرة تبنى عن علو من المبنى وله فتحة بإتجاه هبوب الريح وهذا لكي يدخل الهواء المار فوق المبنى الى الداخل وبالتالي يبرّده.
وللملقف الكثير من الفوائد منها انه بغني عن الحاجة لنوافذ عادية( لتوفير التهوئة وحركة الهواء اللازمتين) وكذلك يقلل من الغبار والرمل الذين تحملهما الرياح والتي تهب مع الرياح على الاقاليم الحارة والجافة واخيرا انها تدخل الهواء البارد الى البيت ولا تلوث البيئة.
واما عن الحل للإضاءة فهو من الممكن ان يكون مثلا عن طريق التيزانة والتي هي عبارة عن سقف للبيوت ولكنه على شكل قبة او نصف انبوبة فيها ثقوب صغيرة لإدخال الاشعة التي تعمل مثل أي ضوء مضاء في الداخل.














هل لتخطيط المدينة القديمة علاقة في المحافظة على شروط ملائمة للانسان؟

التخطيط التقليدي للمدينة وعلاقته بالمناخ:
ان الامر لواضح بأن المناخ هو عامل مسيطر في التخطيط التقليدي للمدينة, لهذا فيلاحظ وجود انتظام في النسيج الحضري في كل المناطق الحارة والجافة.
ويتميز تخطيط هذه المدن بأمرين وهما:
1. الشوارع الضيقة
2. الافنية الواسعة المكشوفة والحدائق الداخلية.
ومن الامور المميزة في الشكل العام لمخطط المدينة في شكل عام هو وجود الافنية الواسعة والتي تعمل كخزان للهواء المعتدل البرودة وكذلك الشوارع الضيقة التي هي دون مخرج.
نلاحظ كذلك ان المدينة القديمة كانت بيوتها مبنية من المواد المحلية مما جعلها تبدو ملائمة للبيئة التي حولها وايضا غير ملوثة لها وتلائم للحياة الانسانسية فيها حيث تجمع شروط ملائمة من درجة حرارة ورطوبة وإضاءة والخ... وكذلك فهي بعيدة عن ضجيج السيارات التي لا تستطيع الوصول الى داخل الحارات السكنية, لهذا فقد تم التوصل الى حل وهو اقامة شوارع تلتف حول المدينة القديمة بأكملها واحيانا مع امكانية الدخول اليها.
ومن هنا نرى ان لتخطيط المدينة القديمة علاقة وثيقة جدا في المحافظة على شروط معيشية ملائمة للانسان.




المقارنة بين البناء الحديث والبناء القديم


الفرق بين البناء الحديث والقديم شاسع جدا ويمكن لنا إيضاح هذا الفرق من خلال بعض النقاط موضحين سلبيات وايجابيات كل منهما من عدة نواحي:

1. المنظر الخارجي:
نستطيع ان نقول بشكل واضح ان للبناء الحديث منظرا رائع الجمال وفيه الكثير من الابداع الفني والتصميمات الجميلة والمتنوعة التي تلفت الانظار بسهولة ولكن هذا البناء الرائع وللاسف ادّى الى دمار كبير في البيئة والتي لربما لا يمكن تصحيحه وهذا لانه لوّث البيئة حيث انه لم يحافظ على جودة المواد الطبيعية التي كانت مستخدمة في الماضي لبناء البيوت القديمة التي كانت تجلب من البيئة الغربية. واما بالنسبة للبناء القديم فإنه من ناحية المنظر الخارجي فهو اقل جمالا وفيه القليل جدا وربما لا يتواجد فيه أي ابداع فني ولكن بالرغم من ذلك فهو مميز المنظر ويحافظ على بيئة نظيفةونقية ويلائم البيئة التي هو مبني فيها.
2. شروط ملائمة لحياة الانسان:
* الحرارة:
ان البناء الحديث لا يوفر أي شروط ملائمة لحياة الانسان فنرى مثلا انه في الشتاء تكون درجة الحرارة منخفضة جدا وفي الصيف عالية جدا. الامر الذي لا يلائم الانسان بتاتا فدرجة الحرارة المثلى للانسان هي بين 20 الى 25 درجة مئوية وهذه الحرارة لا تتواجد عادة في البيت الحديث لا في الصيف ولا في الشتاء.
واما البيت القديم فهو ملائم لحياة الانسان من جميع النواحي تقريبا فمثلا درجة حرارته تكون في الصيف والشتاء مابين 20 الى 25 درجة مئوية كما يجعلها ملائمة لحياة الانسان ومريحة له جدا.
* الإضاءة:
ان البناء الحديث لا يمكن ان يكتمل دون الاضاءة وهذه الاضاءة تعمل على الكهرباء ومجرد استهلاك الكهرباء وإنتاجهايعني تلوث الهواء وتبذير طاقةواما في البيت التقليدي فلا يحتاجون الى اضاءة فهناك الكثير من العناصر التي تحافظ على الاضاءة مثل التيزانة والنصف الانبوبة واما في الليل فيتم استعمال القناديل التي لا يمكن ان تلوث الهواء بنفس المقدار الذي تلوث فيه الكهرباء.

* الرطوبة:
ان البناء الحديث يكون عادة حار في الصيف( رطوبة منخفضة جدا) وبارد جدا في الشتاء( رطوبة مرتفعة جدا), ومن هنا نرى ان البناء الحديث لا يتواجد فيه رطوبة معتدلة للانسان فالرطوبة لا تلائمه بتاتا فهي اما منخفضة جدا او مرتفعة جدا وبينما في البيت القديم فإنه ملائم اكثر للرطوبة فنرى مثلا ان في درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وحيث تكون الرطوبة منخفضة فعالية العناصر التقليدية القديمة تكون جيدة جدا كالنافورة والسلسبيل التي تساهم في وجود درجة رطوبة ملائمة للانسان وبالتالي تسبب في حدوث هواء بارد وملائم للانسان.

3. مواد البناء:
ان مواد البناء المستعملة اليوم في الابنيةالحديثة هي الباطون, الحديد, الاسمنت, الحجارة, الحصى والقرميد والخ... وكل هذه المواد لا تلائم البيئة وفي خلال عملية البناء تلوثها كثيرا, كذلك فأغلب هذه المواد تجلب من خارج البلاد أي انها لا تلائم البيئة المحيطة فيها وكذلك لا تتأقلم معا وبالتالي فهي غير ملائمة لحياة الانسان بداخلها مما يضطر الانسان الى شراء واستعمال ادوات كهربائية مختلفة التي تستهلك الكهرباء وتبذر الطاقة.
واما في البناء القديم فنرى المواد المستعملة في البناء كانت الحصى والحجارة والطين والقش والخشب وكل هذه المواد كانت من المادة المتوفرة في البيئة القريبة أي انها ليست مستوردة من الخارج ولهذا فهي تلائم البيئة وتتأقلم معها لذلك فهي توفر الشروط الملائمة لحياة الانسان ولا تحتاج الى تبذير كهرباء وطاقة من خلال استعمال اية ادوات كهربائية.

4. استهلاك الكهرباء:
كما كنا قد ذكرنا سابقا بأن البناء الحديث لا يتأقلم مع المناخ والبيئة وبناء على ذلك فهو بحاجة الى ادوات واجهزة كهربائية لكي يكون ملائما للانسان وهذا معناه تبذير الكثير من الكهرباء مقابل البيت القديم الملائم للمناخ والبيئة والانسان ولا يبذر الكهرباء, أي ان البيت القديم مريح من ناحية اقتصادية اكثر من البيت الحديث.

5. الناحية المادية:
ان عملية بناء بيت حديث تكلف باهظا حيث ان اغلب هذه المواد المستعملة في البناء غالية ومستوردة من الخارج, اضافة الى انه بعد الانتهاء من البناء يجب شراء الكثير من الاغراض لتجعل الانسان قادرا على السكن في البيت الحديث ولهذا فهو مكلف كثيرا, اما عن البيت القديم فهو غير مكلف فالمواد المستعملة في عملية البناء هي تقليدية وقريبة ومحلية. معنى ذلك انها رخيصة اضافة الى ان البيت القديم يتأقلم مع البيئة وبناءً على ذلك فهو ليس بحاجة الى اية اجهزة ليتلائم مع البيئة ويجعل الانسان قادرا على الحياة فيه ومن هنا فهو غير مكلف بتاتا بالمقارنة مع البناء الحديث.

6. الضجيج:
البيت الحديث يصدر الكثير من الضجة في خلال عملية البناء وكذلك بعد عملية البناء بسبب الاجهزة المستعملة في داخله واما في البيت القديم فلا تصدر الكثير من الضجيج خلال عملية البناء وما بعدها.














ليست هناك تعليقات: